الأحد 01 جوان 2025

بيتكوفيتش يكشف فلسفـته مع “الخضر” ويضع المونديال أبـــرز أولوياته

نُشر في:
بقلم: أيوب بن مومن
بيتكوفيتش يكشف فلسفـته مع “الخضر” ويضع المونديال أبـــرز أولوياته

أجرى الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، حوارا مطولا مع القناة الرسمية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، تحدث من خلاله عن عدة أمور تخص “الخضر”، وأبرزها موعود جوان الداخل ووديتي رواندا والسويد، ضمن التحضيرات لتصفيات كأس العالم 2026، والتي وصفها بالأولوية، وأيضا التحديات الأخرى التي تنتظر التشكيلة، بينما عاد إلى بداية مشواره على رأس العارضة الفنية للمنتخب في شهر مارس 2024.

“خسارة غينيا كانت انطلاقتنا الحقيقية وهذه الصعوبات التي واجهتها في بدايتي”

وفي بداية مقابلته، عبر المدرب بيتكوفيتش عن سعادته بالتواجد مع المنتخب الجزائري، مؤكدا بأن تجربته لحد الآن تعتبر مهمة بالنظر لبداياته، وقال: “عندما وصلت الوضع كان صعبا، وكنت مطالبا باستغلال الظرف الخاص الذي وصلت فيه لإحداث تغيير حقيقي”، وأضاف: “أول خطوة عملت عليها بعد وصولي، هي محاولة إقناع اللاعبين بأنهم يمتلكون قدرات كبيرة، كما سعيت لإقناع محيطنا بأننا قادرون على تحقيق نتائج إيجابية”، وأبرز: “خسارة غينيا كانت انطلاقة جديدة لي، حيث أخذنا بعين الاعتبار جميع الانتقادات وأعدنا تنظيم أنفسنا بطريقة إيجابية ومحترمة، وواصلنا العمل لأجل النجاح”، وأضاف: “سبق أن واجهت وضعا مشابها في تجربتي الأولى مع منتخب سويسرا، حيث انهزمت في أول مباراتين على التوالي، وبعد ذلك لم نخسر سوى عدد قليل من المباريات طيلة سبع سنوات”.

“التأهل إلى كأس العالم أولوياتنا ومواجهتي رواندا والسويد مهمتان جدا”

وجدد بيتكوفيتش تأكيده بأن التأهل إلى كأس العالم 2026، يعتبر أولوية مقارنة بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، وشرح وجهة نظره في هذا الخصوص وبشأن ترتيب الأولويات، وأضاف: “رؤيتي لكرة القدم تقوم على مبدأ واضح، وهو الاجتهاد اليوم من أجل الاستفادة غدا، نحن نعتبر دائما أن المباراة المقبلة أو التربص المقبل هو الأهم ونركز عليهم بشكل كامل، بالتأكيد نحن نخطط للمدى البعيد، لكن من الضروري للمنتخب أن تكون دائما جاهزا للموعد الأقرب وأن تحقق الانتصارات، لأن الفوز يمهد الطريق لفوز آخر”، وأردف: “هناك أولويات في كل مرة، وبالنسبة لي المباراة القادمة هي أولويتي دائما، ومنه فإن تركيزي كله منصب على التربص القادم ومواجهة رواندا والسويد”، وتابع: “الوديتان القادمتان ستكونان فرصة للتحضير للمواعيد القادمة في تصفيات كأس العالم، بطبيعة الحال هناك دائما دراسة للمستقبل، ولكن الأهم دائما هو التركيز على المباراة القادمة والسعي للفوز بها، لأن كل انتصار يمهد للانتصار الذي يليه”، وختم: “ترتيب الأمور واضح، هدفنا الفوز في مباراتي رواندا والسويد، وبعدها ضمان التأهل للمونديال، وبعدها التحضير لكأس إفريقيا، كل شيء في وقته”.

“أواجه دائما صعوبات في اختيار القائمة النهائية والأبواب مفتوحة للجميع”

واعترف بيتكوفيتش بالصعوبة التي تواجهه في كل تربص وتتعلق بتحديد القائمة النهائية، بالنظر للخيارات الكثيرة المتاحة، على غرار موعد جوان، مؤكدا من جديد بأن الأبواب دائما مفتوحة للجميع، وقال: “أواجه فعلا صعوبة في تحديد قائمة جوان، من الواضح أن وجود الكثير من الخيارات يضعني في وضع معقد، لكن الطاقم الفني سعيد بمتابعة هذا الكم من اللاعبين وتوفر هذه الجودة على مستوى المنتخب، ويجب أن نفهم أيضا أنه في المستوى العالي يجب التعامل أيضا مع خيبات الأمل وقرارات الإبعاد، أنا أواجه الصعوبات لكن عندما يحين وقت اتخاذ القرار، أكون مقتنعا 100%”، وختم: “أكرر ما قلته في البداية، الباب مفتوح أمام الجميع ولن يُغلق أبدا، فما يقدمه اللاعبون مع أنديتهم هو ما يضعني تحت الضغط سواء باستدعائهم أو عدم استدعائهم، هنا من سبق لهم تمثيل المنتخب وقدموا إسهامات كبيرة، وبأدائهم الحالي مع أنديتهم قد يعقّدون مهمة مَن ينتظر الفرصة، من المهم تشكيل مجموعة منسجمة متوازنة وقادرة على التعايش”.

“أملك تعداد رائعا وهو ما ساعدني في مشروعي”

وأشاد التقني البوسني بلاعبيه، مؤكدا بأن المنتخب يمتلك تعداد يتمتع بجودة عالية، وأضاف: “التعداد الحالي يتميز بجودة كبيرة، وهو ما ساعدني كثيرا، بعدها النتائج جاءت لتعطينا ثقة أكبر في مشروعنا، أخذت أتعرف عليهم تدريجيا، سواء من الدوري المحلي أو الناشطين في الخارج”، وأتبع: “رأيت فيهم مؤهلات كبيرة للنجاح، كنت أبحث في البداية عن الطريقة الأفضل للعب، لأن العمل في المنتخبات لا يتيح الكثير من الوقت للقيام بحصص تكتيكية كثيرة”.

“لا أبحث عن الأعذار والحديث عن الغائبين يقلل من قيمة الحاضرين”

وشدد بيتكوفيتش على ضرورة العمل بكل ما هو متاح وعدم التحجج بأي ظرف، على غرار الإصابات، مشيرا إلى أنه لا يوافق في مسالة الحديث عن الغائبين وعدم التركيز على اللاعبين المتاحين، وأبرز: “أنا مدرب لا أشتكي ولا أبحث عن أعذار، لأنني أختار دائما أفضل 23 لاعبا متاحا في الوقت للدفاع عن ألوان الجزائر، أختار أولئك الذين بإمكانهم تحقيق الفوز والتعايش سويا، وهذا الخيار أثبت نجاحه حتى الآن”، وأكمل: “التركيز على الغائبين يُقلل من قيمة الحاضرين الذين نثق بقدرتهم على منحنا الفوز”، وأضاف: “أمّا فيما يخص إصابات اللاعبين وثقتهم بأنفسهم وأيضا مشاركتهم أو عدم مشاركتهم، فهي من ضمن عملنا، ولقد أثبتنا أننا نملك القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة، كالتعامل مع لاعب يمر بفترة فراغ باستدعائه ومنحه دقائق لعب، وهذا ما أراه مفيدا جدا لنا، لأن اللاعب يشعر حينها بالثقة وهي التي تصنع الفارق في أرضية الميدان”.

“هذه فلسفتي تجاه مسألة افتقاري للخبرة الإفريقية”

وفي رده على الذين شككوا في قدرته على قيادة “الخضر”، بسبب افتقاره لخبرة الملاعب الإفريقية، قال المدرب السابق للمنتخب السويسري: “لقد كانوا على حق، لكنهم لا يملكون دليلا، لأنهم لم يشاهدوا عمل طاقمنا خلال الأوقات الصعبة، ففي إفريقيا من الطبيعي أن نواجه ظروفا معقدة في التنقلات وعلى مستوى الحرارة والرطوبة، لكنني محظوظ باختيار طاقم منسجم”، وتابع: “في نظري، لم يكن الأهم أن أتعرف على الكرة الإفريقية بقدر ما كنت أبحث عن فهم الكرة الجزائرية، والتعرف على لاعبي فريقي وإمكانياتهم، لأن قوة أي منتخب تنبع من معرفة أفراده لبعضهم بعضا، يجب أن نعرف من نحن وأن نذهب لفرض منطقنا على المنافس”.

رابط دائم : https://dzair.cc/jnfb نسخ