يستعد الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش لضبط قائمته النهائية المعنية بالمشاركة في تربص “الخضر”، المقرر انطلاقه يوم 10 نوفمبر الجاري بمدينة جدّة السعودية، ضمن تحضيرات المنتخب لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 التي ستجرى خلال الفترة الممتدة من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 جانفي 2026. ومن المرتقب أن يخوض زملاء القائد رياض محرز مباراتين وديتين خلال التربص القادم، أمام كل من زيمبابوي يوم 13 نوفمبر، والسعودية في 18 من نفس الشهر، للوقوف على جاهزيتهم للتحدي الذي ينتظرهم في “الكان” المقبل، حيث يطمح “محاربو الصحراء” لتحقيق مشاركة مشرفّة وتعويض نكسة كأس أمم إفريقيا الأخيرتين بكل من الكاميرون وكوت ديفوار عقب الإقصاء من الدور الأول.
ولن تكون مهمّة المدرب السويسري في ضبط القائمة النهائية قبل يوم الخميس المقبل بالسهلة على الإطلاق، وذلك في ظل التألق اللافت للعديد من نجوم المنتخب الوطني في مختلف الدوريات الأوروبية والعربية، فضلا عن عودة عدّة عناصر أخرى من الإصابات التي حرمتهم من المشاركة في التربصات الماضية.
عــــــوار وبن ناصر في أفضل جاهــــزية للعودة إلى المنتخب
ولعّل أبــــرز ما حدث في الفترة الماضية هو عودة الثنائي حسام عوار وإسماعيل بن ناصر إلى الملاعب بقوة، حيث تعافى نجم الاتحاد السعودي من الإصابة التي كان يعاني منها وبصم على مستويات باهرة تمثّلت في تسجيل ثلاثة أهداف كاملة وتقديم تمريرة حاسمة في آخر 3 مباريات مع الفريق، وهو ما جعله محل إشادة واسعة في السعودية، ومهّد الطريق أمامه للعودة مجددا إلى صفوف “الخضر” من الباب الواسع، شأنه في ذلك شأن بن ناصر الذي أضحى أحد أبرز اللاعبين في الدوري الكرواتي في الوقت الراهن، بفضل تألقه الكبير مع ناديه دينامو زغرب، إذ استعاد مستوياته المعهودة التي كان يقدمها مع ناديه السابق ميلان الإيطالي، كما أنّه اختير ضمن التشكيلة المثالية للمرة الرابعة في آخر 5 جولات في البطولة الكرواتية، وهي مؤشرات توحي بأنّه سيكون قطعة أساسية في تشكيلة الطاقم الفني لـ “الخضر” خلال كأس أمم إفريقيا 2025.
المنافسة تشتــــــــــعل في وسط الميدان الهجومي
وبلغت المنافسة أشدها على مستوى خط وسط الميدان، في ظل تألق عدّة لاعبين مع أنديتهم، وفي مقدمتهم نجم باريس أف سي إيلان قبال، الذي يواصل الضغط على بيتكوفيتش أكثر ليس من أجل التواجد في القائمة النهائية بل للظفر بمكانة أساسية لينافس بذلك أنيس حاج موسى لاعب فينورد روتردام الهولندي، لخلافة القائد رياض محرز في تشكيلة “الخضر” خاصة مع تراجع أدائه بشكل نسبي في الفترة الأخيرة، وعلى الجهة اليسري يتواجد إبراهيم مازة هو الآخر في أفضل فتراته، ويعمل جاهدا على إقناع التقني السويسري من أجل الحصول على فرصة لتأكيد إمكانياته، غير أنّ المنافسة لن تكون سهلة مع يوسف بلايلي الذي يواصل مستوياته الكبيرة مع الترجي بعد تسجيله لهدف في آخر مباريته مع الترجي التونسي، بالإضافة إلى حسام عوار الذي استعاد بريقه مجددا.
انتفاضة هجومية.. عمـــــــــورة وبونجاح يستعيدان الحس التهديفي
خط الهجوم في المنتخب الوطني الجزائري هو الآخر يعيش فترة تألق كبيرة، بطله محمد الأمين عمورة الذي استعاد حسّه التهديفي مع ناديه فولفسبورغ الألماني بثنائية رائعة في شباك هوفنهايم مساء أول أمس، ضمن فعاليات الجولة التاسعة من “البوندسليغا”، ونجح المهاجم السابق لنادي سانت جيلوز البلجيكي، في ترك بصمته في المواجهة ونصّب نفسه كأفضل لاعب من جانب فريقه رغم الخسارة بثلاثية لهدفين، رافعا رصيده لـ 4 أهداف هذا الموسم وجاء توهّج عمورة في وقته ليريح فلاديمير بيتكوفيتش الذي يعوّل عليه كثيرا لهز شباك الخصوم في “الكان”، في ظل غياب المهاجم أمين غويري بسبب خضوعه لعملية جراحية على مستوى الكتف ستبعده عن الملاعب لمدة 3 أشهر كاملة، حيث سيتولى المهمة رفقة المهاجم بغداد بونجاح الذي سيكون رأس الحربة الأبرز في المنتخب بالنظر إلى خبرته الدولية الكبيرة، وتمكّن لاعب نادي الشمال القطري من استعادة بريقه بتسجيل لهدف جديد كسر به صيامه عن التهديف لمدة قاربت الشهرين، وبهذا عزّز بونجاح حظوظه في ضمان مكانته الأساسية خلال المبارتين الوديتين أمام زيمبابوي والسعودية.
بقرار يضــــــــــغط من أجل التواجد في التربص
كما تلقى المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش رسائل مشفرة من مهاجم نادي دينامو زغرب الكرواتي، منصـــف بقرار الذي استعاد بريقه منذ العودة إلى الدوريات الأوروبية الصيف الماضي، حيث يعتبر من بين أفضل المهاجمين الجزائريين في أوروبا في الوقت الراهن، وهو الذي سجّل 7 أهداف كاملة من أصل 14 مباراة خاضها مع فريقه في جميع المسابقات حتى الآن، هذه الإحصائيات تجعل منه أحد أبرز المرشحين لتعويض غياب أمين غويري في “الكان”، لاسيما وأنّه سبق له وأنّه شارك تحت قيادة بيتكوفيتش في تربصين خلال مارس وجوان من العام الماضي، قبل أن يغيب بعدها بسبب وضعيته مع نيويورك سيتي الأمريكي آنذاك، مع العلم أنّ المنافسة لن تقتصر على بقرار حيث يعتبر كل من نذير بن بوعلي مهاجم غيور إيتو المجري، ورضوان بركان لاعب الوكرة القطري هما الآخران ضمن المرشحين لتعويض لاعب مارسيليا الفرنسي.
عودة آيت نوري جاءت في وقتها ومصير عطال يبقى غامضا
وإلى جانب بروز نجوم المنتخب الوطني خلال الأسبوع الجاري بشكل لافت، تلقى المدرب السابق لمنتخب سويسرا أنباء سارة تتعلق بالظهير الأيسر ريان آيت نوري الذي عاد للمشاركة مع ناديه مانشستر سيتي الإنجليزي بعد شهرين كاملين من الغياب إثر معاناته من إصابة على مستوى الكاحل، لتكون عودته مفيدة لـ “الخضر” وتشعل المنافسة على مكانة ضمن القائمة المعنية بتربص نوفمبر، فيما تبقى وضعية المدافع الأيمن يوسف عطال غامضة لحد الآن، ويتجه لتضييع الوديتين المقبلتين، بسبب عدم تعافيه من الإصابة مع السد، إذ سيلجأ التقني السويسري لتجديد الثقة في بلغالي، رفقة غيتون.
