الثلاثاء 01 جويلية 2025

تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية يكشف تورّط دولة الإمارات في تأجيج الصراع في السودان

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية يكشف تورّط دولة الإمارات في تأجيج الصراع في السودان

ارتعبت أبوظبي بعد فضح الأدلة التي جاء بها تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، يتحدّث عن دور بارز لرئيس الإمارات، محمد بن زايد، وأهدافه من وراء دعم أحد أطراف النزاع الحالي في السودان.

ولم يعد الدور الإماراتي في تأجيج الصراعات على السلطة أو النزاعات الإقليمية في المنطقة العربية وفي إفريقيا، يخفى على أحد، ومسؤوليتها الواضحة في ما ينتج عن ذلك من دمار وخراب في البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذه الدول، بالإضافة إلى مساعيها للترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني، حتّى ولو كلّفها ذلك التآمر ضد مصالح الدول التي لا تتفق معها في هذا التصور بل وتحمل مبادئ تتعارض معه بشكل كامل، كما فعلت مع الجزائر حينما زودت المغرب بأنظمة تجسس إسرائيلية وتعامل وسائلها الإعلامية غير المهني وغير الموضوعي مع القضايا والشؤون التي تخص الجزائر، وما خفي أعظم.

ويبدو أنّ التقرير المشار إليه أجبر الإمارات على الرّد، حسب ما نقله موقع “وطن يغرّد خارج السرب”، حيث نفت وزارة الخارجية الإماراتية، الأحد الماضي، ما وصفته بالمزاعم بشأن قيامها بتوريد أسلحة وذخائر إلى أيّ من أطراف القتال الدائر في السودان.

وكانت “وول ستريت جورنال”، قد نقلت في تقريرها عن مسؤولين أوغنديين قولهم إن طائرة شحن إماراتية هبطت في مطار أوغندي مطلع يونيو الماضي، وكان على متنها أسلحة وذخيرة، مؤكّدة أن الإمارات العربية المتحدة تزوّد السودان بالأسلحة بدلاً من المساعدات الإنسانية، مما يزيد من تورطها في استمرار الصراع داخل البلاد.

الإمارات زعمت أنّ الطائرة المذكورة كانت تحمل شحنة مساعدات للاجئين الذين فروا من الصراع في السودان، غير أنّ السلطات الأوغندية ذكرت أنها اكتشفت عشرات الصناديق في شحنة الطائرة التي تحتوي على أسلحة هجومية وذخيرة وأسلحة صغيرة أخرى، بدلاً من المساعدات الغذائية والطبية التي كانوا يتوقعونها.

وأضاف تقرير “وول ستريت جورنال”، نقلا عن مصادر إفريقية وشرق أوسطية لم تكشف عن نفسها قولها إن الأسلحة التي تم العثور عليها في تلك الحادثة، كانت جزءًا من مؤامرة خططت لها الإمارات لدعم محمد حمدان دقلو (حميدتي)، زعيم قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تنافس للسيطرة على البلاد وتشنّ معارك ضدّ الجيش السوداني منذ 15 أبريل.

وبحسب المسؤولين الأوغنديين الذين استشهدت بهم الصحيفة، فقد مُنحت الطائرة الإماراتية الإذن بمواصلة رحلتها إلى مطار “أم جرس” الدولي بشرق تشاد على الرغم من اكتشاف مخزون الأسلحة، حيث يُفترض أنه تم نقل الشحنة عبر الحدود إلى السودان ووقعت في أيدي السلطات هناك.

وكانت تقارير قد تحدّثت عن دور الإمارات في تأجيج الصراع في السودان منذ الانقلاب على الرئيس عمر البشير، الذي كان فرصةً للإمارات لكي تلقي بثقلها على المجلس العسكري الانتقالي، ولا سيما حميدتي قائد قوات الدعم السريع، الذي حصل بالفعل على موارد مالية كبيرة في العام الأخير من حكم البشير بفضل انتشار قوات الدعم السريع في اليمن وصادراته من الذهب السوداني إلى دبي. وفي غضون عشرة أيام، وعدت الإمارات بتقديم 3 مليارات دولار كمساعدات مباشرة للنظام الجديد.

وكانت صحيفة تلغراف البريطانية، قد فضحت تورّط الإمارات في دعم حميدتي بالأسلحة والذخائر، مشيرةً إلى أن القذائف الحرارية التي عثر عليها الجيش السوداني بحوزة الدعم السريع، صُنعت في صربيا عام 2020، وسلمت لاحقًا إلى الإمارات، ومن ثمّ وجدت طريقها إلى ميليشيات حميدتي.

ولم تكن الأسلحة والذخائر الوسيلة الوحيدة التي قُدّمت لدعم ميليشيات “الجنجويد” المتهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور سنة 2003، فالإمارات سخّرت وسائلها ومنصاتها الإعلامية لتغذية الصراع الدائر في السودان لصالح حليفها، حيث أنّ صفحة حميدتي الرسمية تدار من الإمارات دون سواها.

وتقود هذه الأساليب التي تمارسها دولة الإمارات خارج أراضيها، والتي تجمع بين الدعم المالي والعسكري والإعلامي لدول وجهات أجنبية هي أطراف في نزاعات، إلى التساؤل عمّا ترمي إليه هذه الدولة الخليجية باستهدافها للجزائر إعلاميا من خلال خرجة سكاي نيوز وتغطيتها غير المهنية وغير الموضوعية لزيارة وزير الخارجية أحمد عطاف، وادعاءات مراسلها عبر تقديمه لأخبار كاذبة واستناد تحليلاته الخاطئة والمغرضة على معطيات لا أساس لها من الصحة تزعم وجود خلافات بين الولايات المتحدة والجزائر، بل إنّها تنافى مع ما صرحت به الخارجية الأمريكية من تعاون كبير وعلاقات وثيقة بين البلدين.

أحمد عاشور

رابط دائم : https://dzair.cc/tvjx نسخ