أين كان هؤلاء عندما كانت الجزائر ترافع لوحدها في مجلس الأمن لمصير غزة والقضية الفلسطينة وتتحدى الدول الغربية وتقف ضد العنجهية الصهيونية وتتصدى بكل شجاعة لغطرسة القرارات الأمريكية
أين كان هؤلاء حين كانت الجزائر ولازالت بمواقفها الراسخة والثابتة التي تدعم القضية الفلسطينة والمقاومة؟
أين كان هؤلاء حين سكت العرب جميعا بل توسط وتودد بعض المطبعين عند الصهاينة حتى يوقفوا الجرائم في غزة ولم يعرهم الكيان انتباها؟
أين كان هؤلاء حين كانت غزة تدمر ويقتل أهلها صباحا ومساء وكانت الجزائر تقدم أول الشهداء في غزة من الحراش والأغواط وغيرها من الولايات؟
اليوم ظهر هؤلاء حين صوتت الجزائر مع 12 عضوا آخر لصالح القرار الأمريكي وهو ذات القرار الذي رحبت به في الأمس القريب فصائل المقاومة والعرب جميعا ولم يتكلم أحد حينها ….
اليوم تصبح الجزائر خائنة حينما تعطي الأولوية لإعمار غزة، تصبح خائنة حينما تعطي الأولوية لدخول المساعدات، تصبح خائنة حينما تعطي الأولوية لوقف الحرب وانقاذ الأبرياء …. نعم إنها الخيانة ولكنها خيانة من نوع أخر خيانة للتطبيع خيانة للهرولة نحو علاقات مع الكيان خيانة للسكوت والصمت على قتل الأبرياء، نعم خيانة لغلق المعابر ومنع المساعدات من الدخول لغزة …
ما فعلته الجزائر للقضية الفلسطينة منذ سنوات لم يتجرأ أي بلد عربي أو إسلامي فعله منذ حرب 67 مرورا باعلان تأسيس الدولة الفلسطينة في عهد الرئيس الشادلي بن جديد وصولا لرفض التطبيع …
ما دفعته ولازالت تدفعه الجزائر من ضريبة وثمن لمواقفها الراسخة والثابتة ودورها الهام في دعم القضية الفلسطينية يكفي أن يكون عربونا وفاء وعهد للشعب الفلسطيني.
هؤلاء الذين ظهروا فجأة ويحاولون إعطاءنا دروسا في القومية والوطنية عليهم أن يتكلموا مرة أخرى حتى نراهم ولكن ألا يتكملوا عن مواقف الجزائر الثابتة …
عليهم هذه المرة أن يتكلموا عن الأوضاع المزرية في غزة .. عليهم أن يتكلموا عن نقص المساعدات وآلاف الأطفال الذين يفتقرون لأدنى الحاجيات… عليهم أن يتكلموا عن المرضى الذين يحتاجون سريعا للأدوية والعلاج… عليهم أن يتكلموا عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة… حين تتكلمون عن هؤلاء حينها سنراكم…
