7 أكتوبر، 2025
ANEP الثلاثاء 07 أكتوبر 2025

“جيل زد” يعلّق الغضب إلى حين خطاب الملك يوم الجمعة.. القصر في مواجهة الشباب الغاضب: إمّا التغيير الحقيقي أو الانفجار الكبير

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
“جيل زد” يعلّق الغضب إلى حين خطاب الملك يوم الجمعة.. القصر في مواجهة الشباب الغاضب: إمّا التغيير الحقيقي أو الانفجار الكبير

يبدو أن المغرب يقف اليوم على حافة لحظة فاصلة، لحظة لم يعد فيها الصمت سياسة ممكنة، ولا الشعارات القديمة قادرة على إخماد الغضب. قرار شباب جيل “زد” بتعليق احتجاجاتهم إلى غاية يوم الخميس، قبيل الخطاب الملكي، ليس انسحابًا ولا تراجعًا، بل هو إنذار ناعم… وصبر مشروط. هؤلاء الشباب قالوها بوضوح: نريد إصلاحًا حقيقيًا، لا وعودًا جديدة فوق أنقاض الوعود القديمة.

منذ حراك 20 فبراير 2011، والمغاربة يسمعون عن الإصلاحات والدستور الجديد و”الجهوية الموسعة” و”النموذج التنموي الجديد”، لكن واقع الحال لم يتغيّر: مدارس منهارة، مستشفيات متهالكة، بطالة تخنق، وفساد يعلو على كل المؤسسات. اليوم، جيل جديد وُلد بعد 2011، لم يعد يخاف، ولم يعد يؤمن بالانتظار. هذا الجيل لا يسكنه الحنين إلى الماضي، بل الغضب من الحاضر.

لقد فشل المخزن في بناء الثقة، لأن كل خطوة إصلاح كانت تُفرغ من مضمونها، وكل صوت حر يُخنق قبل أن يُسمع. والآن، مع احتجاجات “جيل زد”، يتجسد أمام الملك خياران لا ثالث لهما: إما أن يفتح الباب أمام إصلاح عميق يعيد السلطة إلى معناها الشعبي والدستوري الحقيقي، أو أن يستمر في إدارة البلاد بنفس العقلية التي جعلت الشباب يفقد الثقة في كل المؤسسات.

الكرة الآن في ملعب القصر.
فإما أن يكون خطاب الجمعة لحظة شجاعة تاريخية، تضع البلاد على سكة جديدة تُعيد الكرامة للمغاربة،
وإما أن يكون خطابًا آخر يُضاف إلى أرشيف الكلام “الجميل” الذي لا يُغيّر شيئًا.

جيل “زد” لا يطلب المستحيل، بل ما وعد به الدستور نفسه: الحرية، الكرامة، العدالة الاجتماعية.
وإن لم تُفتح أبواب الإصلاح، فالشوارع ستفتح أبوابها من جديد… وهذه المرة بصوت أعلى، ووعي أعمق، وغضب لا سقف له.

المغرب اليوم أمام امتحان الوعي والكرامة.
فهل سيصغي الملك إلى نبض الجيل الذي يقول له: “إما التغيير، أو أن نكتب نحن تاريخنا بأيدينا”؟

رابط دائم : https://dzair.cc/1b93 نسخ