السبت 19 جويلية 2025

حزب الريف الوطني يدعو إلى دعم عالمي لاستعادة استقلاله عن المغرب

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
حزب الريف الوطني يدعو إلى دعم عالمي لاستعادة استقلاله عن المغرب

في دعوة قوية للاعتراف الدولي بنضاله من أجل الاستقلال، عقد حزب الريف الوطني يوم أمس السبت اجتماعا مهما في الجزائر العاصمة، مطالبا بدعم عالمي لاستعادة جمهورية الريف استقلالها عن المغرب. وقد تمحور هذا التجمع، الأول من نوعه خارج أوروبا، حول موضوع “جمهورية الريف وحق استعادة الاستقلال”، وتميز بمشاركة شخصيات دولية بارزة، بما في ذلك ممثلون من جنوب أفريقيا وموزمبيق والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (SADR)، إلى جانب الأحزاب السياسية والبرلمانيين الجزائريين.

وأكد قادة حزب الريف الوطني عزمهم الثابت على مواصلة الدفاع عن القضية الريفية على مختلف المنصات الأفريقية والدولية. وأكدوا على المطالب التاريخية والقانونية المشروعة للشعب الريفي، مشيرين إلى أن حقهم في الاستقلال قد تم إنكاره منذ فترة طويلة.

“لقد سُلبت حقوق شعب الريف”، هكذا صرح يوبا الغديوي، أحد أعضاء حزب التجمع الوطني للأحرار. ثم أكد أن جمهورية الريف كانت ذات يوم كيانًا ذا سيادة كاملة، وكان موجودًا من عام 1921 إلى عام 1926، بقيادة الزعيم التاريخي محمد بن عبد الكريم الخطابي، مما يمثل أول جمهورية مستقلة في شمال إفريقيا.

ويؤكد تصريح الغديوي على الأهمية التاريخية الدائمة لحركة استقلال الريف، والتي يشدّد على أنها تم محوها بشكل منهجي من قبل الحكومة المغربية والقوى الدولية، لافتا إلى أن “جمهورية الريف لم تكن أبدًا جزءًا من المغرب، ولم يقف المغرب أبدًا إلى جانب الريفيين الذين دافعوا دائمًا عن أرضهم”، كما رفض أي محاولات لتأطير سعيهم إلى الاستقلال باعتباره انفصاليًا بقوله: “هذا ليس مطلبًا جديدًا؛ إنه مطالبة مشروعة بالاستقلال الذي انتُزِع منا”.

وقد خُصص جزء كبير من اللقاء لمعالجة القمع المستمر الذي يواجهه شعب الريف، والذي تعرض، وفقًا للغديوي، للاستغلال الاستعماري المستمر، أولاً من قبل الفرنسيين ثم من قبل النظام الملكي المغربي، حيث شرح بالتفصيل كيف تم “انتزاع” سيادة الريف في أعقاب التقاء المصالح الاستعمارية الأجنبية والتعاون الداخلي للعائلة المالكة المغربية، كما يتضح من اتفاقية الحماية لعام 1912 بين فرنسا ونظام المخزن المغربي.

ولفت الغديوي الانتباه إلى التداعيات الاستراتيجية والجيوسياسية لأفعال المغرب، مسلطًا الضوء على أن البلاد، باعتبارها من صنع القوى الاستعمارية، لا تزال تخدم مصالح القوى الاستعمارية الخارجية. كما ندد بالقمع الذي يواجهه كل من الشعب الريفي والصحراوي، مشيرًا إلى أوجه التشابه في نضالهما ضد الهيمنة المغربية.

وأوضح الغديوي أنّ دعوة الريفيين للاستقلال لا تُؤطر كمطالبة بالانفصال، بل كمطالبة مشروعة بحقوق حُرموا منها منذ فترة طويلة، مضيفا بقوله “إن الريفيين لا يريدون الانفصال؛ إنهم يريدون الاستقلال (…) نحن لا نناضل من أجل التقسيم، بل من أجل عودة ما هو حق لنا”.

كما سلط اللقاء الضوء على الروابط التاريخية القوية بين شعبي الريف والجزائر، حيث أكد الغديوي على الدور الحاسم الذي لعبته الجزائر كملاذ لناشطي الريف واللاجئين. وقال: “كانت الجزائر دائمًا ملاذا آمنًا للريفيين المضطهدين”، مؤكدًا على الرابطة المشتركة بين البلدين في نضالهما من أجل السيادة والكرامة.

وفي المستقبل، يعتزم حزب الريف الوطني تصعيد حملته على الساحة الدولية، مع خطط لتقديم قضيته إلى الأمم المتحدة، وخاصة داخل اللجنة الرابعة للجمعية العامة، التي تتعامل مع قضايا إنهاء الاستعمار. وقال الغديوي: “سنطرق كل الأبواب، بما في ذلك أبواب المنظمات الدولية والاتحاد الإفريقي، لأننا جزء لا يتجزأ من هذه القارة”، معربًا عن ثقته في أن قضية الريف ستكون قريبًا على جدول الأعمال العالمي.

وفي الختام، أعرب الغديوي وبقية المتدخلين عن امتنانهم العميق للجزائر على دعمها المستمر لقضية الريف. كما تم الاعتراف بالتزام الدول الأفريقية، بما في ذلك جنوب أفريقيا وموزمبيق، حيث تواصل هذه البلدان الدفاع عن حقوق الشعوب المستعمرة والمضطهدة في جميع أنحاء العالم.

وأشاد فاروق عارف، وهو عضو بارز آخر في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، بجهود المجتمع الدولي في دعم النضال الريفي من أجل الاستقلال. كما أعرب ممثلو مختلف الأحزاب السياسية الجزائرية، مثل جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم، عن تضامنهم مع قضية الريف، مما عزز الأهمية الإقليمية والعالمية لهذه الحركة المستمرة من أجل تقرير المصير.

ويمثّل هذا اللقاء الهام إشارة إلى دفعة جديدة من جانب الحزب الوطني الريفي لاستعادة سيادته وضمان الاعتراف أخيرا بالظلم التاريخي الذي عانى منه الشعب الريفي وتصحيحه.

رابط دائم : https://dzair.cc/g8e4 نسخ