حكيم بوخاتم لـموقع “دزاير توب”: الجزائر تخطو بثبات نحو ريادة استثمارية عالمية

في حوار خاص مع موقع “دزاير توب”، أكد رئيس الهيئة الاستشارية العليا للدراسات الاستراتيجية والاستثمار الدبلوماسي، حكيم بوخاتم، أن الجزائر تشهد تحولًا اقتصاديًا نوعيًا في ظل الإصلاحات الجارية والتحولات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن الدولة، بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تبذل جهودًا كبيرة في مكافحة الفساد والمضاربة، وتشجيع الصادرات، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد من المنتجات الأساسية، مما يضع البلاد على مسار بناء اقتصاد وطني قوي ومتوازن.

وأوضح بوخاتم أن الهيئة تأسست انطلاقًا من رؤية غير تقليدية، ترتكز على دمج البعد الدبلوماسي في الترويج الاستثماري، مؤكدًا أن الاستثمار ليس مجرد نشاط اقتصادي، بل رسالة لبناء جسور التعاون بين الشعوب.

وأضاف محدثنا أن الهيئة تعمل على إطلاق منظمة عالمية للترويج لهذا المفهوم، إلى جانب إصدار مؤلفات مثل كتاب “المستثمر الدبلوماسي”، وتنظيم مؤتمرات دولية، والانفتاح على النخب وصناع القرار الاقتصادي.

وفيما يخص قانون الاستثمار الجديد، أشار رئيس الهيئة إلى أن المؤسسة تواكب هذه التحولات من خلال تقديم مقترحات تشريعية تعكس المتغيرات الحاصلة، وتساهم في تعزيز سيادة الجزائر وجاذبيتها الاستثمارية، مع مراعاة تطلعات المستثمرين ومتطلبات الأمن الاقتصادي الوطني.

وفيما يتعلق بالقطاعات ذات الأولوية، أكد بوخاتم أن الفلاحة، والطاقات المتجددة، والصناعات المرتبطة بالمؤسسات الناشئة تمثل مجالات واعدة قادرة على إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني، لكونها مؤهلة لاستقطاب استثمارات نوعية وخلق قيمة مضافة، خاصة عندما تُدار برؤية استثمارية مسؤولة ومستدامة.

كما كشف عن وجود تنسيق مؤسساتي مستمر مع السفارات والقنصليات الجزائرية للترويج للفرص الاستثمارية في الخارج، من خلال مبادرات كبرى، على غرار مشروع “طريق الألماس – الحلم الأفريقي”، وهو مشروع استراتيجي ضخم يهدف إلى ربط الجزائر بعمقها الإفريقي ضمن تكتل اقتصادي متكامل، يروّج للمنتجات الجزائرية، ويعزز التبادل البنكي والمالي، ويخدم الرؤية الإفريقية 2063. ويُعد هذا المشروع تجسيدًا لدور الجزائر كمركز إقليمي، وردًا اقتصاديًا فعّالًا على محاولات المساس بأمنها القومي.

وفي ختام حديثه، شدد بوخاتم على أن التحول الرقمي يمثل أحد المحاور الأساسية في استراتيجية الهيئة، مشيرًا إلى إطلاق منصات إلكترونية ذكية للتواصل مع المستثمرين ورواد الأعمال على المستوى العالمي.

كما كشف عن العمل على تأسيس “المنظمة العالمية للاستثمار الدبلوماسي” و*”البنك الدولي للاستثمار الدبلوماسي”*، كأدوات حديثة تدعم هذا التوجه الطموح، الذي يحظى باهتمام متزايد من قبل الفاعلين الاقتصاديين الدوليين.

ربيعة خطاب