1 سبتمبر، 2025
ANEP الاثنين 01 سبتمبر 2025

دواوير المغرب تواجه العطش والتهميش بينما نخب المخزن تراكم الثروة المشبوهة دون محاسبة

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
دواوير المغرب تواجه العطش والتهميش بينما نخب المخزن تراكم الثروة المشبوهة دون محاسبة

سلطت الجمعية المغربية لحماية المال العام الضوء على الوضع الكارثي الذي تعيشه بعض المناطق في جهة بني ملال خنيفرة، حيث يعاني السكان من الفقر، العطش، التهميش والعزلة، بينما تستحوذ النخب المخزنية الحاكمة على ثروات مشبوهة دون أي محاسبة تُذكر، مما يطرح سؤالاً ملحاً عن موعد انتهاء عهد الإفلات من العقاب.

محمد الغلوسي، رئيس الجمعية، انتقد بشدة غياب تدخل فعال من عامل عمالة أزيلال رغم الأزمة الحادة التي تواجهها الدواوير التابعة لنفوذه، لاسيما أزمة المياه، مشيراً إلى أن العامل يبدو منشغلاً بعطلته وغير مكترث بالأوضاع المأساوية التي يعاني منها السكان. وأثار تساؤلات حول ما إذا كان ينتظر احتجاجات شعبية لتحريك ساكنه وتقديم وعود قد لا تُنفَّذ.

ودعا الغلوسي هذا المسؤول، الذي تم تعيينه حديثاً، إلى الخروج من المكتب والتفاعل مباشرة مع المواطنات والمواطنين، مؤكداً ضرورة معالجته الفورية للمشاكل المتفاقمة في الإقليم، أبرزها نقص المياه الذي بات يؤرق الساكنة.

وفي سياق حديثه، أشار الغلوسي إلى المفارقة الصارخة بين ثروات جهة بني ملال خنيفرة الطبيعية والاقتصادية وبين أوضاع مناطقها التي تعيش عزلةً شديدةً وحرماناً من أبسط مقومات العيش الكريم. وأوضح أن الأموال الكبيرة التي تُرصد لمشاريع التنمية غالباً ما تبقى مجرد شعارات فارغة لا تنعكس على الواقع اليومي للسكان.

وتابع قائلاً إن النخب المسؤولة عن تدبير الشأن العام وبعض المسؤولين تغرق في خدمة مصالحها الخاصة واستغلال مواقعها لتكديس الثروات. كل ذلك يحدث في غياب شبه تام لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وهو ما أدى إلى انتشار مظاهر الثراء الفاحش لدى أفراد لم يكن لديهم أي شيء يذكر سابقاً، وصاروا يمتلكون عقارات فاخرة داخل البلاد وخارجها.

كما أشار الغلوسي إلى غياب الدور الرقابي للمؤسسات المختصة مثل المفتشية العامة للداخلية والمجلس الأعلى للحسابات، مما سمح للبعض باستغلال الموارد والصفقات العمومية بشكل غير قانوني ودون أي مخاوف من المحاسبة.

وتحدث عن مأساة السكان الذين يضطرون إلى المطالبة بأمور أساسية للغاية في القرن الحادي والعشرين، مثل طرقات صالحة، مياه شرب، سيارات إسعاف، مدارس مستوفية الشروط التعليمية، كهرباء، ووسائل نقل مناسبة. ووصف وضع المرأة الحامل التي قد تفقد حياتها بسبب غياب سيارة إسعاف أو طريقٍ مؤدية إلى المستشفى بأنه عار إنساني في العصر الحالي.

الغلوسي اختتم تدوينته بالإشارة إلى أن عدم التصدي لمشاكل العالم القروي بجدية يُشكل تهديداً خطيراً، حيث قد يؤدي ذلك إلى انفجار اجتماعي لا تُحمد عقباه. وأكد أن استمرار النخب الفاسدة في مواقع المسؤولية دون مساءلة يسرِّع من وتيرة الأزمة ويُراكم عوامل الغضب الشعبي. وفي تحذير واضح، شدد رئيس الجمعية على أن التساهل مع مظاهر الفساد والثراء غير المشروع سيُلقي بظلاله الثقيلة على الجميع.

رابط دائم : https://dzair.cc/xnos نسخ