الاثنين 09 جوان 2025

دور الإمارات المُشين في دعم الكيان الصهيوني وتأثيره على تفاقم معاناة غزة

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
دور الإمارات المُشين في دعم الكيان الصهيوني وتأثيره على تفاقم معاناة غزة

في ظل انكشاف الواقع المؤلم للأنظمة العربية المتحالفة مع الاحتلال، تتجلى الإمارات كلاعب بارز في تنفيذ نموذج الاحتلال غير المباشر، حيث تُتهم بدورها في هندسة تجويع سكان غزة وخنقهم تحت ستار “الدعم الإنساني”.

لم يعد الدور الإماراتي خفياً خلف شعارات السلام والتعايش، بل يكشف عن نفسه كمشارك فاعل في مشروع الإبادة البطيئة، الذي يهدف إلى تدمير المقاومة من خلال إضعاف البنية المجتمعية وإفراغ الأرض من سكانها الأصليين.

يتضح أن عناصر ذات لهجة خليجية شاركت بوضوح في توزيع المساعدات داخل غزة، مما يشير إلى أن الإمارات تجاوزت حدود الدعم السياسي والإعلامي لتصبح شريكا مباشرا في إدارة منظومة الإخضاع.

تُعتبر أبوظبي جزءًا من مشروع هندسة الاحتلال، ممارِسة دور الوكيل الإقليمي في تنفيذ المخطط الإسرائيلي باستخدام أدوات ناعمة تحت مسمى الإنسانية وفي حقيقتها وسيلة للسيطرة.

في عام 2023، تأسست شركة “الإنسانية أولاً للخدمات اللوجستية”، التي تدّعي أنها تسعى لإغاثة غزة، لكن سرعان ما تبين أنها واجهة لخطة أمنية إسرائيلية تحت إشراف مؤسسات استخباراتية غربية. تهدف هذه الخطة إلى استخدام الجوع كسلاح لدفع السكان للاستسلام أو الهجرة من خلال التحكم في تدفق الاحتياجات الأساسية.

ورغم تسجيل “الإنسانية أولاً” في أوروبا، تدار العمليات فعلياً عبر شركة إسرائيلية تدعى “أغرو فود لوجيستيكس” بتنسيق مع الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية، ممولة من تحالف غربي تقوده الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووكالات أوروبية أخرى.

مع وصول شاحنات “الإنسانية أولاً” إلى غزة في مايو 2025، استولى جيش الاحتلال على محتوياتها علناً مع سخرية من المحتاجين وتصوير إذلالهم. تكشف هذه الأعمال عن الدور الحقيقي للإمارات وشركائها في تحويل المساعدات الإنسانية إلى أداة للسيطرة والإذعان.

المساعدات لا توزع عشوائياً، بل تمر عبر مراكز مجهزة بأنظمة تسجيل وكاميرات مراقبة، مما يحوّل الفلسطينيين إلى بيانات تحت السيطرة. تنسف هذه المراكز الروابط الاجتماعية وتعيد تشكيل علاقة الناس بأرضهم.

كل ذلك يحدث وسط صمت عربي رسمي لا يمكن تفسيره إلا كخيانة، حيث تقايض الأنظمة مواقفها بالقروض وصفقات التطبيع، وتمنح إسرائيل تفويضًا مفتوحًا لتنفيذ الإبادة بلا مساءلة. التواطؤ لم يعد سراً، بل اتفاق ضمني على خنق غزة حتى النهاية.

الحرب على غزة ليست ضد حماس فقط كما تصور الرواية الغربية، بل هي حرب على الهوية الفلسطينية بكاملها، تنفذ بأسلوب استعماري كلاسيكي يهدف لتهجير السكان وتحويل غزة لأرض خالية.

ما يجري في غزة ليس حالة استثنائية بل رسالة لكل من يرفض الخضوع للهيمنة الغربية. يُسحق الفلسطينيون لتفهم الجهة الأخرى، وتُباد الأحياء لترويع الأصوات الحرة. إنه تواطؤ عربي وتخاذل عالمي وانخراط لأنظمة كالإمارات تحت مسمى “العمل الإنساني”.

رابط دائم : https://dzair.cc/5ahr نسخ