24 سبتمبر، 2025
ANEP الأربعاء 24 سبتمبر 2025

عبد النور كريبازة في حوار خاص لـ “دزاير سبور”: ” الشعبوية خطر على المنتخب، علينا طي صفحة المونديال واستمرار بلماضي أفضل قرار “

نُشر في:
بقلم: أيوب بن مومن
عبد النور كريبازة في حوار خاص لـ “دزاير سبور”: ” الشعبوية خطر على المنتخب، علينا طي صفحة المونديال واستمرار بلماضي أفضل قرار “

يعتبر عبد النور كريبازة واحد من أبرز اللاعبين الذين تركوا بصمتهم في البطولة الوطنية وبالتحديد مع فريق إتحاد البليدة حيث يحتفظ مع أبناء مدينة الورود بالعديد من الذكريات الذي يبقى الحديث فيها ذو شجون، خدم فريق القلب لاعبا كما فعل مناجيرا عاما أين قاد إتحاد البليدة للعودة إلى حظيرة الرابطة المحترفة الأولى، ورغم بعده عن أرض الوطن واستقراره بمدينة مونتريال الكندية إلى أنه لايزال يتابع أخبار السلفادور والمنتخب الوطني باهتمام شديد ، ليفتح قلبه لجريدة “دزاير سبور” ويكشف العديد من الأمور التي تجول في خاطره.

دزاير سبور: مساء الخير عبد النور، كيف هي أحوالكم في ديار الغربة بكندا؟

عبد النور كريبازة: الحمد لله، أنا متواجد في كندا منذ ثلاث سنوات، لقد سافرت مباشرة عقب تتويج المنتخب الجزائري بكأس أفريقيا 2019 ، ولقد تأقلمنا مع الأجواء هنا في المهجر ومع نمط المعيشة التي يميز مدينة مونتريال رغم الشوق والحنين إلى الوطن، لكن نحمد الله على كل شيء خاصة وأن هناك نسبة معتبرة من الجالية هنا ، وكما تعلمون فإن الوقت غير متاح في هذا البلد الذي يتوفر على مواطنين من جنسيات مختلفة.

دزاير سبور: أكيد أنك تابعت باهتمام ما آلت إليه قضية مباراة الجزائر والكاميرون، فما هو انطباعكم حول رد الفيفا على ملف الجزائر؟

كريبازة: بالنسبة لقرار الإتحاد الدولي لكرة القدم حول قضية مواجهة الدور الفاصل بين الجزائر والكاميرون ، فلقد كان منتظرا منذ البداية ، صحيح أنه كانت هناك أخطاء تحكيمية عكرت مسار المباراة وأثر على النتيجة النهائية للقاء، ضف إلى أن ذلك أن هناك العديد من المباريات المصيرية والحاسمة التي تدخل ضمن تصفيات المونديال والتي شهدت أخطاء كبيرة لكن الفيفا لم تقم بإعادتها مجددا سواء تعلق الأمر بتصفيات كأس العالم الخاصة في أميركا الجنوبية أو أوروبا ، وعليه أعتقد بأن المنتخب الجزائري أقصي بصفة نهائية عندما سجل منتخب

الكاميرون الهدف الثاني في اللحظات الأخيرة من عمر المواجهة والتي لم نعرف كيف نقوم بتسييرها كما أريد أن أضيف شيئا آخر..

تفضل…

صراحة لم أكن أؤمن منذ البداية بالشعبوية التي كانت تسود مواقع التواصل الاجتماعي والأخبار المغلوطة التي كانت تنشر هنا وهناك والتي تقول بأن الفيفا ستنصف المنتخب الجزائري أو أن الحكم باكاري غاساما تلقى رشوة لترتيب المباراة لصالح منتخب الكاميرون وغيرها من الإشاعات التي تم من خلالها نشر الأوهام للشعب الجزائري لا أكثر ولا أقل.

هل تعتقد بأن لجوء الفاف إلى المحكمة الرياضية الدولية يمكن أن غير شيئا في القضية؟

رغم أن هناك بصيص أمل إلا أنني شخصيا غير متفائل بنتائج الإجراءات، رغم أنه من الضروري الذهاب إلى أبعد نقطة في القضية، أتمنى أن تنصف المحكمة الرياضية الجزائر لكن الأهم من كل هذا هو التفكير فيما هو قادم من تحديات من خلال التركيز على نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023 ابتداء من تصفيات شهر جوان فضلا عن تصفيات كأس العالم 2026 ، وعليه يجب أن نطوي صفحة هذا الملف نهائيا وعدم تضييع الوقت في تفاهات لاتسمن ولا تغني من جوع.

بغض النظر عن قضية التحكيم، هل هناك أسباب فنية ساهمت في هزيمة المنتخب أمام الكاميرون؟

بالنسبة للأخطاء الفنية ، لم تكن كثيرة ماعدا الرسم التكتيكي الذي تم انتهاجه ، برايي أن خط الوسط في المنتخب تأثر بفعل الإعتماد على خمس مدافعين مثلما كان عليه الحال في مواجهة الذهاب بدوالا ولهذا السبب حسب رأيي منتخب الكاميرون استحوذ على وسط الميدان وشاهدنا فقط بن ناصر في معركة خط الوسط فيما زروقي مر جانبا ولم نشاهده إلا نادرا خاصة في الصراعات الفردية ، بالنسبة لي أن سوء التركيز والتوتر جراء تلقينا للهدف الكاميرون هو أبرز خطأ وقعنا فيه بدليل أن المنتخب الجزائري تلقى هدفا في الثواني الأخيرة من عمر المواجهة وهو ما يدل على سوء التركيز ، فضلا عن ذلك أن القلق الكبير والنرفزة

العالية للناخب الوطني جمال بلماضي على خط التماس أثرت بطريقة أو بأخرى على التشكيلة الوطنية وزاد الضغط على اللاعبين ، وكأن بلماضي تقمص دور اللاعب وليس المدرب في تلك المواجهة التي كانت تتطلب التركيز والهدوء الكبير ، ماعدا ذلك لم نشاهد أخطاء فنية كبيرة في المواجهة.

” استمرار بلماضي مع المنتخب هو أفضل ما نعوض به خيبة المونديال”

كيف تعلق على قرار مواصلة الناخب الوطني مهامه على رأس المنتخب؟

صراحة، الشيء الإيجابي بعد كل هذه الجلبة وخيبة الأمل عقب فشل المنتخب في بلوغ مونديال قطر وما صاحبه من إشاعات وغيرها هي مواصلة بلماضي مهامه على رأس العارضة الفنية للمنتخب، والشيء الإيجابي بالنسبة لنا يبقى الاستقرار في المنتخب خاصة إذا علمنا أن الجزائر لا تملك إتحادية و مسؤولين أكفاء يدافعون عن مصالح الكرة الجزائرية في المحافل الأفريقية ،وعليه أتمنى يكون رئيس الفاف في مستوى التطلعات في قادم الإستحقاقات فضلا عن المكتب الفيدرالي الجديد من أجل فتح صفحة جديدة والعمل بأكثر صرامة وحكمة لتسيير شؤون المنتخب والكرة الجزائرية حتى نضع المنتخب في ظروف حسنة والمضي قدما نحو الأمام من خلال بلوغ مونديال 2026 رغم أن الهدف الرئيسي يبقى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023 .

ماهي أولويات بلماضي في الفترة المقبلة، وهل انت مع إحداث تغييرات نوعية أم القيام بثورة هادئة من خلال ضخ دماء جديدة بصفة تدريجية في صفوف المنتخب؟

إذا تكلمنا عن التغييرات في صفوف المنتخب يجب أن نأخذ بعين الإعتبار معدل السن في صفوف الخضر حيث تعدى 17 لاعبا في صفوف المنتخب الثلاثين سنة وهو ما سيضع الناخب الوطني أمام الأمر الواقع من أجل إعادة ترتيب الأمور وضخ دماء جديدة خاصة في منصب حراسة المرمى والدفاع ووسط الميدان وذلك من أجل منح أكثر حيوية وروح منافسة بين اللاعبين في اللقاءات المقبلة.

” حصيلة بلماضي جيدة رغم إخفاق الكان وخيبة عدم التأهل للمونديال”

من الناحية الفنية كيف تقيم الفترة التي قضاها بلماضي مدربا للمنتخب ؟

أظن بأن الناخب الوطني جمال بلماضي قدم الكثير للمنتخب الوطني خاصة من حيث الإنضباط التكتيكي والإنسجام وتكوين مجموعة متجانسة ، اما بالنسبة لتقييم فترة بلماضي مع المنتخب منذ 2018 فهي جيدة رغم التعثر الذي سجله المنتخب الوطني في كأس أفريقيا 2022 بالكاميرون والذي أثرت بصفة كبيرة على مردود المنتخب حيث لم نشاهد بعدها المنتخب في فورمة عالية ، ولكن من الناحية الفنية المنتخب الوطني في عهد بلماضي بلغ القمة وصار الكل يحسب للجزائر ألف حساب لكن لسوء الحظ كانت النهاية دراماتيكية من خلال الإخفاق في كان الكاميرون والخروج المخيب للآمال في نهائيات كأس العالم

“بن عيادة عاد بقوة وعطال الخيار الأول”

ما دمت لاعبا سابقا في منصب ظهير أيمن، أيهما تفضل، عطال أم بن عيادة؟

نحن محظوظون كون المنتخب الجزائري يملك هذان اللاعبان في منصب الرواق الأيمن كما اشيد بالعودة القوية لحسين بن عيادة والمستوى الكبير الذي قدمه في بطولة كأس العرب بقطر كما استغل الإصابة التي تعرض لها زميله عطال في المنتخب من أجل إثبات مكانته ونيل ثقة المدرب بلماضي أما بالنسبة لي فيبقى يوسف عطال الخيار رقم واحد في المنتخب.

” لست مقتنعا بشرف الدين عمارة و زطشي ضحية محيطه المتعفن”

ماذا تختار ، عمارة أم زطشي ؟

رغم أنني لست مقتنعا لا بعمارة ولا بخير الدين زطشي إلا أن هذا الأخير تمكن المنتخب في عهدته أن ينال كأس أفريقيا خارج الديار لأول مرة في تاريخ المنتخب، صراحة لقد كنت أنتظر الكثير من خير الدين زطشي كونه ابن محيط

كرة القدم لكنه لم يوفق في اختيار محيطه الذي كان متعفنا والأشخاص الذين كانوا حوله خلال عهدته على رأس الإتحاد الجزائري لكرة القدم

التتويج بالكان أم التأهل للمونديال؟

أنا مع الفوز والتتويج بالكؤوس وعليه التتويج بالكان في نظري أفضل من التأهل إلى المونديال إذا خيرت بين الإنجازين فالتتويجات والكؤوس تجعلك تملك تاريخا في كرة القدم ، اما اليوم صرنا نملك كأسين أفريقيتين إذن فنحن بلد كرة قدم وليس بلد كبير في عالم المستديرة وعليه أختار الفوز بكأس أفريقيا حتى نضع الجزائر في صدارة المنتخب الأكثر تتويجا بالألقاب.

” توبة، ديلور، بن يطو، بولاية وسعيود لم ينالوا فرصة إثبات إمكانياتهم مع المنتخب”

لاعبون لم ينالوا فرصتهم مع المنتخب خلال الفترة السابقة ؟

هناك بعض الأسماء لم تأخذ نصيبها من المشاركة مع المنتخب في المباريات السابقة ويتعلق الأمر بكل من المدافع أحمد توبة الذي أبهر الجميع بإمكانياته والكل لاحظ المستوى الذي أبان عليه في المواجهة الأخيرة رغم اكتفاءه بلعب دقائق معدودة حيث سجل هدف التعادل أمام الكاميرون وقدم تمريرة حاسمة للهدف الثاني لزميله سليماني قبل أن يرفضه الحكم غاساما فضلا عن المهاجم بن يطو الذي افتقدنا وجوده في عديد المباريات وخاصة في كأس العرب بالإضافة إلى المهاجم أندي ديلور الذي هو الآخر لم ينل حظه في المشاركة مع المنتخب قبل حادثته مع الناخب الوطني جمال بلماضي التي عجلت برحيله جون أن ننسى اللاعب أمير سعيود الذي يتمتع بإمكانيات كبيرة ناهيك عن اللاعب فريد بولاية ، كل هؤلاء اللاعبين في نظري لم ينالوا فرصة كبيرة لكي يبرهنوا على إمكانياتهم.

كلمة أخيرة ..؟

أتقدم بالشكر الجزيل إلى جريدتكم الغراء على هذا الحوار وأتمنى كل التوفيق للمنتخب الجزائري والكرة الجزائرية.

حاوره : كميل ب

رابط دائم : https://dzair.cc/1k2b نسخ