عمارة شرف الدين رئيس “الفاف” السابق لـ”الخبر”
الجزائر تملك مرافق رياضية وتقاليد كروية
ــ حتى إذا لم يُطلب منّي المساعدة فإنه من البديهي أن أعمل على أن يعود شرف التنظيم لبلدي الجزائر
ــ تربطني علاقات مَوَدَّة واحترام مع أعضاء الكونفدرالية
ــ مُخطئ من يعتبر الهيئة القارية وبعض الإتحادات عدوا .. لقد كانت استراتيجية خاطئة
يستعرض عمارة شرف الدين، الرئيس السابق للإتحادية الجزائرية لكرة القدم، أهم الجوانب المؤثرة في قرار المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بشأن اختيار مستضيف “كان 2025″، ويؤكد العضو الحالي للّجنة المالية لـ”الكاف”، في حوار خص به “الخبر”، بأن وسائل الإقناع مهمة جدا لنيل شرف التنظيم، خاصة وأن الجزائر تستوفي الشروط المطلوبة.
ــ كيف ترى حظوظ الجزائر لاحتضان “كان 2025″؟
ــ ــ يجب في البداية أن نتعرّف على منافسينا في احتضان نسخة 2025، حتى نقيّم حظوظنا، وحسب ما ورد من أخبار بخصوص البلدان التي تنوي الترشح، نجد، إلى جانب الجزائر، كل من المغرب ونيجيريا والبنين .. أعتقد بأن ملف ترشح السنغال أو غانا لا يمكن له الصمود، في حال ما تم إيداعهما، لعدم امتلاك البلدين، في نظري، الإمكانات المنصوص عليها في دفتر شروط الكاف.
ــ هل نفهم بأن ملف الجزائر يواجه “تهديدا” من المغرب ونيجيريا والبنين؟
ــ ــ الفكرة الأولى التي خطرت ببالي هلي لجوء “الكاف” إلى منح شرف التنظيم لبلد من نفس منطقة غينيا التي تم تجريدها من هذا الشرف، ولكن، بالنظر إلى بلدان المنطقة (غرب “أ”)، فإنه لن يكون هناك بلدا قادرا على الترشح، سواء الرأس الأخضر أو ليبيريا أو غامبيا أو موريتانيا أو السنغال أو غينيا بيساو أو سيراليون، كون من الصعب أن تستوفي هذه البلدان، مع احترامي وتقديري لها، الشروط المنصوص عليها في دفتر الأعباء، وبالتالي لا يمكن لهذه البلدان أن تترشح لأنها لن تكون حتما جاهزة، وعليه، يبدو واضحا بأن عدم وجود أي بلد من بلدان منطقة غينيا، يجعل خيار إبقاء دورة “كان 2025” في منطقة “غرب أ” مستبعد، وبالتالي الصراع سينحصر على الجزائر والمغرب ونيجيريا والبنين، وأعتقد بأن المهمة ستكون حتما صعبة، طالما أن البلدان الثلاثة تملك، مثل الجزائر، الإمكانات، وربما البنين بدرجة أقل.
ــ رئيس “الكاف” بدا وكأنه يميل إلى تنظيم مشترك، هل يمكن أن يحدث في “كان 2025″؟
ــ ــ رئيس “الكاف”، باتريس موتسيبي، حين تحدث في الجزائر على هامش سحب قرعة “الشان”، عن تنظيم مشترك لكأس أمم إفريقيا، فكان يقصد دورة 2027، لكن من غير المستبعد أن نحضر إلى اختيار ملف ترشح مشترك لطبعة 2025 بين نيجيريا والبنين، وهما دولتان حدوديتان.
ــ لكن المعطيات تشير أن البنين ونيجيريا أبديتا رغبة غير مشتركة في الترشح؟
ــ ــ إنه مجرد إبداء لرغبة في الترشح قبل 11 نوفمبر، وهذا الإجراء، أي إبداء الرغبة، يتم بشكل منفرد لكل إتحادية، لكن إيداع الترشح رسميا قبل 16 ديسمبر، يمكن أن يشهد تقديم ملف مشترك بين نيجيريا والبنين.
ــ لأي سبب يمكن للبنين ونيجيريا الإقدام على تقديم ملف مشترك؟
ــ ــ أعتقد بأن البنين لا تملك أكثر من ثلاثة ملاعب، تستوفي الشروط المطلوبة، وملفها المنفرد لن يزِن حتما أمام ملفات الجزائر والمغرب ونيجيريا، أما بالنسبة إلى نيجيريا، فقد سبق لها تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا سنة 2000 مناصفة مع غانا، وعليه، أعتقد أن نيجيريا تخشى أن تخسر أصوات أعضاء المكتب التنفيذي في حال استناد هؤلاء على المادة 23 من لوائح “الكاف” التي تمنح الأولوية للبلد الذي لم ينل فرصته في التنظيم، أو كان قد نالها حديثا مقارنة بدولة أخرى، وعليه، يمكن أن تختار نيجيريا تقديم ملف مشترك مع البنين، كون البنين لم تنل أية فرصة لتنظيم “الكان” حتى تتفادى نيجيريا الوقوع تحت أحكام المادة 23 من لوائح “الكاف”.
ــ أمام كل هذه المعطيات .. كيف سيتعامل أعضاء المكتب التنفيذي أمام الملفات المطروحة؟
ــ ــ هي معادلة صعبة، لأن “الكاف” تدرك بأنها لن يكون بوسعها إرضاء الجميع، ولا أستبعد مثلا أن يكون هناك مفاوضات بين البلدان المترشحة قبل حسم القرار.
ــ كيف ذلك؟
ــ ــ ممكن جدا اقتراح تنظيم دورات مقبلة على المترشحين حتى يكون بإمكانها الإعلان عن البلد الذي سيخلف غينيا دون أي إشكال .. لكن هذا يبقى مجرّد احتمال، وتبقى وجهة نظري.
ــ هل لنا أن نخشى عدم حصول الجزائر على شرف التنظيم؟
ــ ــ على العكس، علينا أن نثق في قدراتنا على التنظيم، لأن الجزائر تملك المرافق الرياضية والإمكانات الضرورية ولديها أيضا تقاليد كروية، بمعنى أننا سنقدّم ملفا متكاملا مثل ملف المغرب ونيجيريا، لكن الإمكانات وحدها لن تكون كافية حتما، يجب أن يكون هناك وسائل إقناع قوية جدا .. الأمر يتطلب وسائل إقناع على مستوى الحدث، وهنا من الواجب مساعدة الجميع وعلينا أن نلتف جميعا حول ملف الجزائر .. علينا أن نعمل سويا في نفس الإتجاه والتشاور فيما بيننا لنكون أقوياء.
ــ الجزائر لا تحوز على عضوية المكتب التنفيذي على خلاف منافسينا، إلى أي مدى يمكن لهذا الواقع أن يكون فارقا ..؟
ــ ــ عدم وجودنا في المكتب التنفيذي لـ”الكاف”، يعني خسارتنا لصوتنا الذي كنا سنكسبه لو كانت لنا العضوية، وصوت واحد من بين 23 صوت قد يكون مؤثرا وحاسما، في حال ما كان التنافس شديدا، وعليه، من الضروري إقناع أكبر عدد من المصوتين على مستوى المكتب التنفيذي لاختيار ملف الجزائر، وهذا المبتغى لديه قواعد.
ــ ماذا تقصد بالقواعد..؟
ــ ــ لقد تحدثت عن وسائل الإقناع القوية، ومن بين ما كنت أقصده أن تجعل أعضاء المكتب التنفيذي الذين نريد أصواتهم يقتنعون ويؤمنون بأنهم سيجدونك حين يحتاجون إلى دعمك .. هذا مجرّد مثال بسيط، وحين أقول ذلك، فلأن تمثيلنا اليوم على مستوى الهيئات القارية والدولية لا يرتقي إلى درجة طموحاتنا.
ــ نحتاج حسب رأيك إلى أكثر من ملف قوي ..؟
ــ ــ ما يجب أن يدعم الملف القوي هو الدبلوماسية الرياضية، علينا أن نسير وبقوة في هذا النهج حتى نعود إلى مكانتنا، وكرة القدم يمكن أن تكون أداة نفوذ وقوة ناعمة.
حاوره: رفيق وحيد