الأحد 11 ماي 2025

فرنسا تفقد البوصلة بسبب تهوّر ماكرون الأرعن واستفزازه المستمر للجزائر وتدخّلاته الوقحة في شؤونها

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
فرنسا تفقد البوصلة بسبب تهوّر ماكرون الأرعن واستفزازه المستمر للجزائر وتدخّلاته الوقحة في شؤونها

لا يمكن تفسير ما يمرّ به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من اضطراب نفسي مستعصٍ، إلا أنه يعاني من حالة مرضية مزمنة تجعله ينسى أنّ الجزائر نالت استقلالها عن بلاده –مستعمر الأمس- بقوة السلاح وعزم الرجال الأبطال، قبل ما يقارب 63 سنة، ما يعني أنّ قاطن قصر الإليزيه في باريس لا يمكنه أن يقحم أنفه في أيّ شأن من شؤون الجزائر، فهي بلد مستقل له من يحكمه ويقرر في جميع أموره.

ويبدو أيضا أنّ مرض ماكرون النفسي، يتسبب له في خلل وظيفي في الإدراك، إذ من المؤكد أنه لا يعي بما يدور في العالم من حراك دبلوماسي تقوده الجزائر في المحافل الدولية، فتصوره للأمور لا يتجاوز فكرة أنّ فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن ولها حق الفيتو، لكنه لا يعلم أنّ الجزائر كان لها -ولا يزال- صولات وجولات في الدفاع عن قضايا عادلة في العالم، وعلى رأسها القضيتين الفلسطينية والصحراوية، التي يبدو أن ماكرون يعتقد أنّ بما لدى فرنسا من مكانة في مجلس الأمن، فإنّه بوسعه أنّ ينقض أي قرار في صالحها ويجعله متسقاً مع رغبات نظام المخزن، وينسى –الأحمق- أنّ مواثيق الأمم المتحدة والشرعية الدولية فصلت في أمر الصحراء الغربية وأعطت للشعب الصحراوي الذي تتعامل معه قانونيا كشعب محتل على أرض مستعمرة، حقه في تقرير مصيره.

وفي خطابات ماكرون الأشبه بالقيء الكريه، يمكن لأيّ شخص حتى ولو كان أميّا أن يكتشف حجم البهدلة التي يمرّغ فيها بلاده فرنسا، من خلال كلام أقل ما يقال عنه أنه غير مسؤول وغير متزن، إذ كيف له أن ينسى أن “القصص”، أو ربما أنه قصد “التاريخ –حسب الترجمة- التي أو الذي يتشاركه (ها) مع الجزائر،  التي دفعته وقاحته ليصف بأنها “تسيء إلى سمعتها”، نسي أنها قصص أو تاريخ فصل في مصير فرنسا وقرر بأنّ عليها أن تغادر الجزائر دون رجعة وتعترف بها دولة مستقلة بسيادة كاملة على أراضيها وشؤونها التي لا ينبغي لفرنسا ولا لمسؤوليها الرسميين أن يقحموا أنفسهم فيها.

ماكرون اتهم كاذبا بكلام يقفز على جميع الحواجز التي يفترض بها أن تمنعه عن التدخل في شؤون الجزائر، أن السلطات الجزائرية “منعت صنصال المريض بشدة من الحصول على العلاج” وزعم أنه “محتجز بطريقة تعسفية تماما من قبل المسؤولين الجزائريين”، بينما الحقيقة تقول أن الجزائر لها كامل السيادة في التعامل مع أيّ كان في إطار قانوني إذا كان هذا الشخص قد تعدى حدوده وانتهك قوانين البلاد، فتطبيق القانون على من ينتهكه ليس تعسفا بل إنه مسألة تتعلق بحماية الأمن العام ومصالح الدولة الجزائرية، وهذا ما لن تتوانى فرنسا للحظة في فعله لو أنّ صنصالا آخر فعل معشار ما فعله بوعلام صنصال مع الجزائر، ومع ذلك فلن يتدخل المسؤولون في الجزائر في شأن فرنسي داخلي.

كما أنّ ماكرون المريض بالنسيان لا يعلم أو ربما يعلم ويدعي الجهل، بأنّ صنصال قضى فترة التحقيق معه في مركز صحي، فلماذا يصرّ ماكرون الخبيث على تشويه صورة الجزائر وإظهارها بأنها “تنتهك حقوق الإنسان”؟

لا يحق لماكرون وهذه هي عقليته وسيرته في الإساءة للجزائر، أن يحث حكومتها على إطلاق سراح بوعلام صنصال، فالجميع يعلم أن هذا الصنصال ليس كما وصفه ماكرون من أنه “المناضل من أجل الحرية”

لقد تجاوز استفزاز ماكرون للجزائر كلّ الخطوط الحمر، وتدخُّله في شؤونها بلغ مدًى لا يمكن السكوت عنه، فرئيس فرنسا الذي انكشف أمره منذ أن أصبح ينفّذ أجندة التيار اليميني المتطرف والمتصهين وأضحى سمساراً تحت الطلب لدى نظام المخزن وقصره العلوي غير الشريف، يريد أن يزجّ ببلاده في صراع مفتعل مع الجزائر التي بات يصرُّ على ابتزازها في كلّ خرجة له.

كيف يجرأ هذا الوقح على أن يقول أنّ الجزائر “تسيء إلى سمعتها”!!، وما شأنُه في أمر داخلي يهمّ الجزائر وحدها ولا يعنيه لا هو ولا حزبه ولا بلده؟ ومنذ متى أصبح ماكرون فاقد المروءة يُفتي في قضايا الحريات وحقوق الإنسان؟! ويتجرّأ على أن يدعو الجزائر إلى إطلاق سراح كلب فرنسا المرتزق بوعلام صنصال؟

كيف له أن ينسى أنّه قبل أسابيع قليلة فقط اعترف للمخزن بسيادة مزعومة على الصحراء الغربية، فأين هي حقوق الصحراويين المضطهدين من قبل نظام المخزن في تقرير مصيرهم يا ماكرون يا ذا الوجهين؟

الآن فقط يمكننا أن نفهم لماذا تستخدم “فرنسا ماكرون” ورقة صنصال لابتزاز الجزائر، إنها تريد أن تساومها من أجل التراجع عن موقفها الثابت والأكيد في دعم الصحراويين المحتلين من قبل المخزن، لكن هذا أبعد عن أمانيك الشيطانية أيها الوغد الحقير.

أيها الماكرون الذي ينسى كل شيء، عليك أن تتذكر جيدا أن الجزائر دولة عظيمة وقيادتها زعيمة فلا داعي لأن تقارنها بمن هم في مثل وضعك البائس، فإنّ المسؤولين في الجزائر يعلمون جيدا أن نظام المخزن قد ابتزّك حينما تجسّس على هاتفك في فضيحة “بيغاسوس” فأطلقت كلبك صنصال ينبح ويعوي، ثمّ عندما قامت بإجراءات سيادية وقانونية ضدّه جئت اليوم تتشدّق بحقوق الإنسان التي ضيعتها في الصحراء الغربية، وتطالب الجزائر بإطلاق سراحه، هزُلت!!

رابط دائم : https://dzair.cc/20wo نسخ