21 سبتمبر، 2025
ANEP الأحد 21 سبتمبر 2025

فضيحة بالصور: صلوات لجيش الاحتلال الصهيوني في قلب الصويرة المغربية ..المخزن يحوّل “الهيلولة” اليهودية إلى منصة تطبيع علني

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
فضيحة بالصور: صلوات لجيش الاحتلال الصهيوني في قلب الصويرة المغربية ..المخزن يحوّل “الهيلولة” اليهودية إلى منصة تطبيع علني

تحولت مدينة الصويرة المغربية هذا الأسبوع إلى مسرح جديد يفضح عمق اختراق التطبيع داخل المغرب، بعدما كشف موقع عبري أن الاحتفال السنوي بـ”الهيلولة” للحاخام ربي حاييم بينتو شهد لأول مرة رفع صلوات علنية من أجل جيش الاحتلال الصهيوني والرهائن المحتجزين في غزة.

المشهد، الذي تم تحت أنظار شخصيات سياسية مغربية وبحضور رسمي لرئيس مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط، يعكس حجم التواطؤ بين المخزن والكيان الصهيوني، ويكشف كيف صارت المناسبات الدينية اليهودية بالمغرب تُستغل كمنابر دعائية تخدم آلة الحرب الإسرائيلية.

حضور رسمي مغربي وتطبيل لجيش الاحتلال

بحسب موقع “كيكار هشبات” العبري، فقد قاد الحاخام دافيد حنانيا بينتو، حفيد الحاخام المدفون بالصويرة، الاحتفالات التي جُمِع خلالها آلاف اليهود من مختلف دول العالم. غير أن المثير للجدل كان تخصيص صلوات علنية من أجل جنود جيش الاحتلال، الذين يرتكبون جرائم إبادة في غزة، في مشهد يعكس استفزازاً صارخاً لمشاعر المغاربة المتعاطفين بقوة مع القضية الفلسطينية.

الأخطر أن هذه الصلوات جرت بحضور رسمي مغربي رفيع، في وقت يواجه فيه المواطنون القمع والاعتقالات لمجرد تنظيم وقفة تضامنية مع غزة أو رفع علم فلسطين في الشارع.

شكر خاص للملك وتبييض للتطبيع

الحاخام بينتو لم يكتف بالدعاء لجيش الاحتلال، بل وجّه أيضاً “شكرًا خاصاً” للملك محمد السادس، وبارك جهوده في رعاية اليهود المغاربة، مؤكداً أنهم يعيشون في المغرب “بأمان وراحة”. هذه الكلمات، التي نقلها الإعلام العبري بفخر، تُوظف لتبييض وجه التطبيع وإظهاره كخيار مجتمعي يحظى بغطاء رسمي كامل.

تناقض فاضح مع المزاج الشعبي

الاحتفالات التي تحولت إلى عرض تطبيعي فجّ، تأتي في وقت يعرف فيه المغرب موجة احتجاجات تضامنية واسعة مع الشعب الفلسطيني، ترفع فيها شعارات تندد بالتحالف المغربي-الصهيوني وتطالب بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني. غير أن نظام المخزن يمضي في الاتجاه المعاكس، بتكثيف الحضور الرسمي في مثل هذه المناسبات، وتسهيل مشاركة شخصيات إسرائيلية على الأراضي المغربية.

الهيلولة كأداة اختراق ناعم

لطالما قدّمت السلطة المغربية “الهيلولة” كرمز للتعايش الديني واحتفاء بالمكوّن اليهودي في الهوية الوطنية. لكن ما جرى في الصويرة هذا العام يكشف الوجه الآخر لهذه المناسبات: منصة لتطبيع علني، وتوظيف ديني-روحي يهدف إلى تلميع صورة الاحتلال وشرعنة وجوده وسط بيئة عربية رافضة.

ما جرى في الصويرة ليس مجرد طقس ديني يهودي، بل محطة سياسية خطيرة تؤكد أن التطبيع لم يعد حبيس الاتفاقيات الموقعة ولا حدود التعاون العسكري والاستخباراتي، بل تمدد إلى المجال الرمزي والثقافي والديني. وبينما يواصل الكيان الصهيوني حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، يفتح المخزن أبواب المدن المغربية لتتحول طقوس “الهيلولة” إلى منصة تُرفع فيها الصلوات من أجل الجيش الإسرائيلي على أرض المغرب، في إهانة سافرة لمشاعر الشعب وقضيته المركزية.


رابط دائم : https://dzair.cc/sb59 نسخ