الأربعاء 14 ماي 2025

فضيحة تجسس جديدة تكشف عن عمليات استخباراتية مغربية في إسبانيا

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
فضيحة تجسس جديدة تكشف عن عمليات استخباراتية مغربية في إسبانيا

كشفت صحيفة “إل بيريوديكو” الإسبانية عن فضيحة تجسس جديدة تورط فيها المغرب، مع اتهامات بسرقة معلومات عسكرية حساسة من جزر الكناري ومليلية.

وتسلط العملية، التي نظمتها أجهزة الاستخبارات المغربية بقيادة ياسين المنصوري، وهو شخصية رئيسية متورطة في فضيحة الفساد البرلمانية الأوروبية الأخيرة، الضوء على تصعيد مقلق في أنشطة المغرب السرية في إسبانيا. ووفقًا للتقرير، نجحت شبكة من أربعة جواسيس مغاربة في التسلل إلى مصالح البروتوكولات العسكرية الإسبانية، وسرقة بيانات سرية قبل الفرار من البلاد.

وتتعلق المعلومات المسروقة ببرامج عسكرية بالغة الأهمية تتعلق بجزر الكناري ومليلية، مما زاد من الشكوك حول طموحات المغرب الاستراتيجية في الأراضي الإسبانية. وقد أشعلت عملية التجسس، التي شملت تكرار بيانات حساسة تتعلق بجنديين إسبانيين على الأقل، أزمة سياسية واستخباراتية داخل أجهزة الأمن الإسبانية.

ومع اتساع رقعة الفضيحة، يضيف تورط طرف ثالث، وهو فرنسا، طبقة أخرى من التعقيد. وتشير مصادر داخل الاستخبارات الأوروبية إلى أن الاستخبارات الفرنسية ربما قدمت الدعم اللوجستي والمعلوماتي للمغرب في حملته التجسسية ضد المناطق الإسبانية الاستراتيجية.

ويثير هذا الكشف مخاوف بشأن تحالف فرنسا المتزايد مع المغرب، والذي عزز العلاقات الثنائية الوثيقة على نحو متزايد على مدى السنوات الأخيرة. ويبدو أن هذه العلاقات لها الأسبقية على الدور التقليدي لفرنسا كحليف أوروبي، مع احتمال تقويض الدعم الفرنسي للمغرب للمصالح الأمنية الإقليمية لإسبانيا.

ويشير تقرير صحيفة إل بيريوديكو إلى أن تورط فرنسا ربما يكون مدفوعا بدوافع جيوسياسية، ولا سيما رغبتها في مواجهة نفوذ إسبانيا في منطقة المغرب العربي. وعلى وجه التحديد، يُعتقد أن فرنسا ربما سعت إلى إضعاف موقف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وخاصة فيما يتصل بالمغرب. ومن خلال تزويد أجهزة الاستخبارات المغربية بمعلومات حساسة عن المنشآت العسكرية لحلف شمال الأطلسي في الأراضي الإسبانية مثل سبتة ومليلية، ربما كانت فرنسا تهدف إلى تقويض الدور الاستراتيجي لإسبانيا داخل التحالف الأطلسي.

وتشير الصحيفة أيضًا إلى أن هذه المخاوف ليست جديدة، حيث حذرت تقارير سابقة غير مؤكدة في عام 2022 من تسريبات محتملة لمعلومات دفاعية إسبانية حساسة مصدرها هيئات تابعة لحلف شمال الأطلسي. ومن شأن مثل هذه التسريبات أن تسهل أنشطة الاستخبارات العسكرية المغربية وتخدم إضعاف القدرات الدفاعية الإسبانية، وفي الوقت نفسه تعزز التطلعات الجيوسياسية للمغرب في المنطقة.

رابط دائم : https://dzair.cc/ouzm نسخ