26 سبتمبر، 2025
ANEP الجمعة 26 سبتمبر 2025

“فقاعة المونديال” تهدد بانفجار اجتماعي: سوق الشغل المغربي تحت رحمة أوروبا وغياب رؤية استراتيجية

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
“فقاعة المونديال” تهدد بانفجار اجتماعي: سوق الشغل المغربي تحت رحمة أوروبا وغياب رؤية استراتيجية

كشف تقرير حديث صادر عن المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمنة أن سوق الشغل المغربي يعيش على وقع هشاشة خطيرة، عنوانها بطالة هيكلية خانقة، تبعية شبه مطلقة لأوروبا، وفقاعة مؤقتة مرتبطة بورشات المونديال، محذرا من أن المغرب يسير نحو أزمة اجتماعية قد تنفجر بعد 2030، إذا لم يتم تدارك الموقف بإصلاحات عميقة.

فبينما يتغنى المخزن بـ”إنجازات” في قطاعات السيارات والبناء والسياحة، يشير التقرير إلى أن أغلب فرص العمل المحدثة ظرفية ومؤقتة، وأن النموذج الاقتصادي برمته قائم على أسس هشة، مرتهنة لتقلبات الأسواق الأوروبية، ولا سيما فرنسا وإسبانيا، اللتين تستحوذان على أكثر من 80% من صادرات السيارات المغربية.

الأخطر أن البطالة الهيكلية تلتهم الشباب والنساء: 37% من الشباب و20% من النساء خارج سوق العمل، فيما معدل النشاط لا يتجاوز 43%، مع مشاركة نسائية لا تتعدى 18%. أما ثلثا الوظائف فتوجد في القطاع غير المهيكل، دون حماية اجتماعية أو ضمانات مستقبلية، ما يجعل ملايين الأسر على حافة الانهيار.

ويحذر التقرير من أن الازدهار الظرفي المرتبط بالتحضير لكأس العالم 2030 ليس سوى فقاعة موقوتة قد تنفجر مباشرة بعد الحدث، مخلفة آلاف العاطلين الجدد دون بدائل. بل إن قطاع الخدمات نفسه، وعلى رأسه مراكز الاتصال، مهدد بانهيار بسبب اعتماده الكلي على السوق الفرنسي، الذي بدأ يفرض تشريعات حمائية جديدة.

كما دق التقرير ناقوس الخطر بشأن المخاطر القادمة من الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، التي ستقضي على وظائف تقليدية واسعة، إلى جانب التحولات البيئية التي ستضرب الفلاحة والسياحة الساحلية، في وقت تتقدم فيه دول إفريقية مثل إثيوبيا وغانا كمنافسين جدد في الصناعات الخفيفة.

المركز حدد ثلاثة سيناريوهات لمستقبل المغرب:

سيناريو الطفرة: دمج التحول الأخضر والرقمي مع إصلاح التعليم لخلق مليون وظيفة عالية القيمة بحلول 2040.

سيناريو الأزمة: استمرار التبعية لأوروبا، بما يقود إلى موجة بطالة تاريخية بعد 2030.

سيناريو الوسطي: نجاح جزئي في التنويع دون إصلاحات جذرية، ما يبقي الاقتصاد في هشاشة مزمنة.

إنها رسالة تحذير صريحة: سوق الشغل المغربي يقف على حافة الانهيار، والمخزن يبيع الأوهام عبر “مونديال” لن يدوم طويلاً، بينما الواقع ينذر بزلزال اجتماعي قادم.

رابط دائم : https://dzair.cc/0q4l نسخ