الجمعة 04 جويلية 2025

في حوار حصري لدزاير توب… الكاتب الجزائري عمر شاطر يكشف تفاصيل شيقة حول مولوده الأدبي الجديد

تم التحديث في:
بقلم: كمال علاق
في حوار حصري لدزاير توب… الكاتب الجزائري عمر شاطر يكشف تفاصيل شيقة حول مولوده الأدبي الجديد

حاوره كمال علاق

تعززت مسيرة الكاتب والباحث الجزائري عمر شاطر، المشهور باسم عمر أحمد شاطر، بمولود أدبي جديد، يحمل عنوان “الڨنانة آثار، معالم، وتاريخ، دراسة تحليلية نقدية للمنظور الفرنسي الأركيولوجي القنانة وما جاورها”.

وكان لموقع دزاير توب لقاء خاص مع الكاتب عمر أحمد شاطر، حيث أجرينا معه حواراً، تم خلاله التطرق لكل مراحل كتابة هذا الكتاب، بالتفصيل.

وفي التالي الحوار كاملاً:

لماذا وقع الإختيار على هذه المنطقة بالضبط ، و ماهو السر ؟

هذا يفرض علينا التطرق لموقع قرية الڨنانة، الڨنانة هي تلة، هضبة تقع شمال شرق مدينة برج منايل ، تابعة إداريا لبلدية برج منايل منذ عام 1872 و هو تاريخ تأسيس بلدية برج منايل من طرف الإستعمار الفرنسي ، تبعد عن مدينة برج منايل بحوالي 7٫5 كم ، و بإرتفاع 340 متر عن مستوى سطح البحر ، تقع بين مجموعة من القرى والمداشر نذكر منها : أولاد عامر ، البشالة ، الغيشاء ، ساليبة ، ذراع الدوم ، بوكمون و شندر ، أولاد موسى ، أولاد عيسى ( بكوش) و الترتارة.
موقع الڨنانة الإستراتيجي خاصة في أعلى القمة حيث المنظر يتيح لك مساحة واسعة من الرؤية و المراقبة و من كل الجهات ، من الناحية الشرقية نستطيع رؤية كل مدينة تيزي وزو و جبال سيدي علي بوناب و قمة أولاد موسى و مدينة الناصرية ، و من الغرب مدينة برج منايل و سهل يسر و الثنية و سي مصطفى الى غاية الجزائر العاصمة ، و جنوبا تصل الروحية إلى جبال عرش الروافع و عين السخون و شندر و شمالا جبل بكوش بأولاد عيسى و أولاد عامر و الترتارة.
موقع الڨنانة حسب عالم الأثار كاميل فيري أهله أن يكون مركزا محصنا centre fortifié عبر كل العصور.
باختصار هذا هو السر الذي جعلني أختار هذا الموقع خاصة إذا أضفنا إلي هذا مختلف الأثار و الشواهد التي مازالت موجود عبر القرون و العصور.

من خلال دراستك، هل ترى أن منطقة الڨنانة مهمشة تاريخيًا ؟ ومالذي تحتاجه لتستعيد مكانتها في الذاكرة الثقافية الجزائرية ؟

الحقيقة تقال ، إن قرية الڨنانة مهمشة تاريخيا آثاريا ، لقد أدركت من خلال إنجازي لهذا الكتاب أن الڨنانة تشكل أنموذج آثاري و تاريخي و حضاري و حتى إجتماعي ، هذا الأنموذج يستحق الإعتناء و الدراسة ، وجود شواهد أثرية مادية خير دليل على أن المنطقة سكنها الإنسان منذ فجر التاريخ ، و الموقع الإستراتيجي الذي تكلمنا عنه سابقا هو الآخر يجعلني أؤكد أن الڨنانة تستحق إهتمام أكثر ، خاصة في ما يخص معصرة الزيتون المنحوتة على الصخر ، هذه الأخيرة تعتبر حسب رأيي الشخصي من أهم الإكتشافات التي صادفتها خلال إنجاز هذا الكتاب و البحث التاريخي ، هذه المعصورة تعود للعصر الحجري المتوسط ، عندما إنتقل الإنسان من مرحلة التجول و البحث عن القوت إلى مرحلة الإستقرار الذي تزامن مع إكتشاف الزراعة و خاصة إستهلاك زيت الزيتون ، في هذه المرحلة الإنسان الڨناني إستطاع أن يبدع و ينحث من الحجر الأصم معصرة للزيتون تشع بالحياة و القوة و التحدي و الصمود ، و عليه وجب على الجهات المعنية أن تأخذ بعين الإعتبار هذا الإكتشاف لأنه حقيقة يشكل إرثا إنسانيا و جزائريا خالصا ، و تراثا محليا وجب علينا كسكان للمنطقة أن نحافظ عليه و نعتني به لأنه بطاقة تعريفية سياحية للقرية و لكل المنطقة.
الڨنانة تحتاج إلتفاتة من طرف كل الجهات لأنها تمثل بحق بوتقة غنية بالثقافات و الحضارات و التاريخ ، و تمثل فسيفساء من المفردات و الكلمات من كل اللغات و اللهجات ، و ما يشهد على ذلك الاثار التي تكلمنا عنها سواء المادية منها أو اللامادية.

عندما نتكلم عن الڨنانة فنحن نتكلم عن برج منايل و بومرداس و كل الجزائر ، عندما نتكلم عن الڨنانة نتكلم عن حيز جغرافي يمتد من نهر يسر إلى واد سباو ، عندما نتكلم عن الڨنانة فنحن نتكلم عن البحر الأبيض المتوسط و دلس و جنات و زموري ، عندما نتكلم عن الڨنانة نتكلم عن جبال الروافع و سيدي علي بوناب و جبال أولاد عيسى و واد الأربعاء.

الڨنانة تمثل كل هذا الإنتماء ، هي قرية و لكنها تقع وسط كل هذه الجغرافيا الثرية بقوة الإنسان المحلي الأمازيغي.
من زرقة البحر الأبيض المتوسط إلى الجبال الشامخة و شجرة الزيتون رمز الشموخ و الصمود يتشكل المكان و يتفاعل معه الإنسان الڨناني و يطاوعه خدمة لمصلحته في العيش بسلام ، هذا المكان كان عبر العصور والحضارات محطة مهمة و موقعا إستراتيجيا إتخذته الحضارات للعيش والتحدي والثورة ، هذا المكان كان جزءا من مملكة الماسيسيل و جزءا من نوميديا الموحدة ومن موريتانيا القيصريةبعدها …نعم إنه المكان الذي نمتزج به ونذوب فيه في دورة صنع الزمن وسيرورة الحياة.

ما هو التحدي الأكبر الذي واجهته أثناء جمع المعلومات والبحث ؟

التحدي الأكبر الذي واجهته أثناء جمع المعلومات هو نقص المراجع و إن وجدت فكلها مراجع فرنسية و لعلماء أثار فرنسيين.

لم أجد أي باحث أو مختص جزائري تناول بالدراسة و التحليل مثل هذا الموضوع ، و الاشكال في المراجع الفرنسية ليس عامل اللغة و لكن عامل الندرة و صعوبة الوصول إليها.

بالإضافة إلى عدم وعي سكان القرية بهذا الإرث الحضاري الهام.

كيف ترى أثر هذا الكتاب على القارئ؟ وهل شعرت بأن الرسالة وصلت كنا كنت تتمنى؟

لقد تلقى القارئ هذا الكتاب يحب وشغف شديد،مجموعة كبيرة من سكان المنطقة و حتى الأصدقاء من شتى الولايات راسلوني و طلبوا مني نسخ عن الكتاب و إستفسروا عن نقاط البيع،و شجعوني كذلك على هذا الإنجاز.

أما الأثر المباشر من ناحية النقاد مثلا، وهنا أقصد أهل الإختصاص ، فإلى هذه اللحظة أعجبوا به كثيرا و على رأسهم المكلفون بمكتب التراث و الآثار بمديرية الثقافة و الفنون لولاية بومرداس ، حيث قمت بزيارة المديرية بعد صدور الكتاب مباشرة و إستقبلوني بحفاوة خاصة من طرف المديرة السيدة دليلة عواس التي هي الأخرى أعجبت بالكتاب و شجعتني كثيرا.

هذا ما جعلني أشعر و الحمد لله أن الهدف من هذا الكتاب قد تحقق والرسالة وصلت إلى شريحة كبيرة من المجتمع و بكل أطيافه ، أنت تعلم أن الباحث في بعض الحالات يشعر بالإحباط و الخوف من عدم إتمام المهمة على أكمل وجه ، و لكن شيأ فشيأ و مع التحدي و الإصرار و النية الخاصة أتممت الكتاب و إستطعت أن أوصل الرسالة للفقراء الأوفياء ، و إستطعت كذلك أن أوقظ في نفوسهم تلك السهلة الخاملة التي كانت قبسا من النور والضوء.

أتمنى أن أكون وفقت في إنجاز هذا البحث، وشكرا.

رابط دائم : https://dzair.cc/ixfe نسخ