ألقى اليوم، الوزير الأول، سيفي غريب، كلمة بمناسبة الجلسة الموسعة للمشاورات مع رئيس الوزراء بجمهورية فيتنام الاشتراكية.
وفي التالي نص الكلمة كاملاً:
باسم الله الرحمن الرحيم،
– دولة السيد فام مينه شينه، رئيس الوزراء بجمهورية فيتنام الاشتراكية الصديقة،
– أصحاب المعالي السيدات والسادة الوزراء،
– السيدات الفضليات والسادة الأفاضل،
– أعضاء الوفدين،
أود بداية أن أرحب بكم، معالي رئيس الوزراء، السيد فام مينه شينه، والوفد المرافق لكم، في بلدكم الثاني الجزائر، في هذه الزيارة التي ستشكل بلا شك مرحلة هامة على درب تطوير وتعزيز أواصر التعاون والصداقة بين بلدينا وشعبينا الصديقين اللذين جمعهما الكفاح المشترك والالتزام الدائم بالدفاع عن قيم الحرية والكرامة والعدالة.
لقد شكل تظافر كفاح شعبينا من أجل الاستقلال نموذجا للتأكيد على أن إرادة الشعوب لا تقهر وأن تطلعها إلى نيل حقوقها المشروعة أقوى من أن تمحوه قساوة الظروف أو تطفئ جذوته قلة الوسيلة أو انعدام السند.
كما شكلت هذه الروابط التاريخية أساسامتينا للتشاور والتنسيق الدائمين بين بلدينا في إطار الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز ومجموعة الـ 77، وغيرها من الفضاءات متعددة الأطراف التي سمحت لبلدينا بترقيةمواقفهما المشتركة وخاصة في ظل تطابق وجهات نظرهما إزاء مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
دولة السيد رئيس الوزراء
الضيوف الكرام
لا يفوتني بمناسبة هذه الزيارة أن أعرب لكم عن خالص اعتزازي للأشواط الكبيرة التي قطعها بلدانا من أجل الرقي بعلاقات التعاون في مختلف المجالات إلى مستوى التاريخ النضالي المشترك لشعبيهما والطموحات النبيلة التي تحدو قيادتيهما لبناء مستقبل أفضل، مؤكدا لكم التزام الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بالعمل بشكل حثيث، بالتعاون مع الحكومة الفيتنامية، قصد ترقية هذا التعاون إلى مصاف الشراكة الاستراتيجية.
وأود أن أؤكد، في هذا الصدد، وبشكل خاص، على أهمية اغتنام الفرص التي تتيحها الديناميكية الاستثنائية التي يعرفها اقتصادا بلدينا من أجل توطيد دعائم هذه الشراكة، والسماح بتعزيز جسور التواصل بين رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية من الجانبين لفتح آفاق جديدة لتعاون مثمر يعود بالنفع على الطرفين.
لقد حقق بلدانا مكاسب هامة في مسار التحول الاقتصادي، ما مكنهما من لعب دور هام على صعيد التنمية والاندماج في فضاءاتهما الجيوسياسية ومجموعات انتمائهما، وهو ما يتطلب وضع أطر مناسبة لتحويل هذه الخبرة والمكاسب المحققة إلى روافد حقيقية لتعزيز التعاون وتعظيم فرص الشراكة.
وفي هذا السياق، أود أن أعرب عن ارتياحي البالغ للنتائج الهامة التي توجت أشغال الدورة الثالثة عشر للجنة المشتركة الجزائرية-الفيتنامية التي التأمت أشغالها بالجزائر خلال اليومين الماضيين، مؤكدا على أهمية تسريع العمل من أجل وضع هذه المخرجات حيز التنفيذ وخاصة من خلال وضع ورقة طريق تتضمن خطوات ملموسة وآجال محددة لتنفيذها، وتقييم مدى تقدم ذلك من خلال الانعقاد المنتظم لآليات التعاون الثنائي على مختلف المستويات.
دولة رئيس الوزراء
الضيوف الكرام
إن ارتياحنا لمستوى التعاون واستمرار التواصل يدفعنا إلى رفع سقف طموحاتنا من أجل بناء شراكة مثمرة وأكثر تنوعا، وهو ما سنقف عليه سويا بكل فخر واعتزاز منخلال اعتماد إعلان إقامة شراكة استراتيجية بين بلدينا، لتفتح هذه الخطوة آفاقا واعدة لترقية العلاقات الثنائية والتعاون في كافة المجالات، بما فيها المجال الاقتصادي الذي يتيح فرصا هامة للتكامل واستغلال المزايا التي يمنحها كل طرف قصد مواصلة مسار الرفاه المشترك.
وفي هذا الإطار، أتوجه بالدعوة للمؤسسات الفيتنامية ورجال الأعمال الفيتناميين من أجل حثهم على اغتنام فرصة الإصلاحات الاقتصادية الكبرى التي شرعت فيها الجزائر بغية إطلاق مشاريع شراكة واستثمار تمكنهممن استغلال المزايا الكثيرة التي يتيحها مناخ الأعمال في الجزائر، من حيث وفرة المواد الأولية، وقلة أسعار التكلفة، والقرب من الأسواق الأوروبية والإفريقية.
وفي هذا الإطار، نسجل بارتياح انعقاد منتدى اقتصادي جزائري-فيتنامي مساء اليوم، والذي سأتشرف بمعيتكم بافتتاحه، ليكون فرصة لرجال الأعمال من بلدينا لاستكشاف فرص التعاون الممكنة وبناء شراكات منتجة ومربحة، بما يسهم بشكل فعال في تجسيد مسعانا المشترك لترقية العلاقات الثنائية.
دولة رئيس الوزراء
الضيوف الكرام
يتقاسم بلدانا إرثا مشتركا في مجال الدفاع عن قيم الحرية والعدالة، والمرافعة من أجل ضمان احترام القانون الدولي وبناء نظام دولي عادل ومنصف، يفرض عليهما مواصلة العمل بشكل منسق وفعال من أجل الدفاع عن النظام متعدد الأطراف وحماية القيم المركزية التي تحكم العلاقات الدولية من أجل ضمان حقوق جميع الشعوب في تقرير المصير والعيش في السلام، والاستفادة بشكل متكافئ من فرص التنمية والرقي.
إن هذا الرصيد المشترك الذي رسخته تضحيات أجيال، وأثرته سنوات طويلة من الالتزام، يحتم علينا أيضا إحياء التعاون والتنسيق في إطار جنوب-جنوب باعتباره فضاء خصبا لبلورة الرؤى المشتركة والدفاع عن الانشغالات العادلة والمشروعة لشعوبنا من أجل ضمان مكانة مرموقة ضمن الأمم المتقدمة وكسر القيود المالية والتقنية والتكنولوجية التي تحول دون استغلال أمثل لفرص التنمية ونتائج البحث العلمي وتكافؤ الفرص في الحصول على التمويل والولوج إلى الأسواق، فضلا عن المساهمة في صناعة السياسات الدولية لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية في مختلف المجالات الصحية والبيئية.
ختاما، أجدد الترحيب بكم معالي السيد رئيس الوزراء، والكلمة لكم. فلتتفضلوا مشكورين.
