الأربعاء 14 ماي 2025

ماذا بعد ألكسندر عيدان ؟ … بقلم الصحفي كمال علاق

نُشر في:
بقلم: كمال علاق
ماذا بعد ألكسندر عيدان ؟ … بقلم الصحفي كمال علاق

نجحت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” في تهميش حكومة الاحتلال الصهيوني وتجاوزها، بالتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية ممثلةً في مبعوثها إلى الشرق الأوسط ويتكوف، فيما تعلق بملف الأسرى، وإفراجها عن الجندي الصهيوني الحامل للجنسية الأمريكية “ألكسندر عيدان”، في بادرة حسن نية لإدارة ترامب.

كما فرضت حركة “حماس” واقعاً جديداً على الأرض، حيث افتكت اعترافاً أمريكياً بها وإن كان مؤقتاً، جسدته المفاوضات المباشرة بين الطرفين، التي لم يعلم بها وبتفاصيلها نتنياهو إلا من خلال وسائل الإعلام، الأمر الذي شكل نكسةً حقيقية لحكومة الاحتلال الصهيوني.

ولم يقف الأمر ها هنا وحسب، بل وجهت المقاومة الفلسطينية صفعة قوية لحكومة نتنياهو التي كانت تسعى لتشديد الحصار على قطاع غزة وخنقه أكثر، حيث من المحتمل أن تضغط إدارة ترمب لإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب والسماح بإدخال المساعدات، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى تفاقم الخلافات داخل الحكومة الصهيونية.

ولاشك، أن التفاوض المباشر بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة حماس، وتهميش نتنياهو وحكومته المتطرفة، سينتج عنه خلافات عميقة بين الطرفين.

وهنا لا بأس بالتذكير بتصريحات تناقلتها وسائل إعلام عبرية وعالمية، مفادها أن مقربين من ترمب أبلغوا ديرمر أن الرئيس الأمريكي قرر قطع الاتصال مع نتنياهو، بسبب ما أسماه بمحاولة التلاعب به، والامتناع عن تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مشيراً إلى أنه لا يريد المضي قدما في توافقات.

كما نقلت الصحيفة العبرية “يسرائيل هيوم” عن مسؤول صهيوني، قوله: “ما نفكر فيه حقا الآن هو أن ترمب يهمش نتنياهو حتى يعود للمسار الصحيح، وإن ديرمر أمضى ساعات لصياغة لغة تشير لاستعداد اسرائيل لقيام دولة فلسطينية مستقبلا”.

المسؤول الصهيوني قال أن هناك ثمة مشكلة في أنه علاوة على استبعادهم من التطورات فإن ترمب لن يزور الكيان، كما أن هناك احتمالات عالية جدا أن يعلن ترمب نهاية الأسبوع عن حل شامل لقضية غزة، يشمل طرح مخطط لصفقة لإنهاء الحرب، يتم تطويره بتعاون جزئي من إسرائيل ولا يلبي جميع مطالبها.

ومن بين الخيارات التي يحتمل أن تتضمنها الصفقة – حسب المصدر نفسه – يتمثل في ضمان مشاركة حماس في القيادة المدنية لقطاع غزة مستقبلا، ومنح قادتها حصانة من الاغتيال لإقناعها بقبول الصفقة، وهو ما قد يعرض على إسرائيل كأمر واقع، وليس مسودة للنقاش.

وتبرز هذه التصريحات التي تناقلتها وسائل إعلام عبرية وعالمية، التنافر الحاصل بين إدارة ترامب التي تعتزم التوصل إلى حل نهائي للحرب غير المتكافئة التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة، وحكومة نتنياهو التي تماطل وتعرقل كل سبل التوصل إلى صفقة، وكيف أن الإدارة الأمريكية تتولى فعلياً زمام المبادرة بمفردها.

وسيترتب عن هذا الاتفاق الذي جرى بين الإدارة الأمريكية وحركة حماس، شرخ عميق في الداخل الصهيوني ويدفع بجموع المتظاهرين إلى الخروج مجدداً وأقوى من أي وقت مضى للمطالبة بوقف فوري للحرب والذهاب نحو طاولة المفاوضات كما فعل ترامب، خاصةً وأن هذا التطور سوف يرسخ لدى الصهاينة بأن رئيس وزراء حكومتهم فاشل ويضحي بالأسرى خدمةً لمصالحه الضيقة.

وعودةً إلى الشأن الفلسطيني، وبالحديث عن حركة حماس التي أثتبت مجدداً أنها رقم صعب لا يمكن القضاء عليه، فإنها اكتسبت شرعية فلسطينية جديدة وقوية بعد محاولات إبعادها عن القطاع.

رابط دائم : https://dzair.cc/kvjd نسخ