14 أغسطس، 2025
ANEP الخميس 14 أوت 2025

محاولاً اللعب على وتر “منطقة القبائل”.. القلم المأجور كمال داود يضع نفسه مرّة أخرى في مقدّمة معركة خاسرة جديدة

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
محاولاً اللعب على وتر “منطقة القبائل”.. القلم المأجور كمال داود يضع نفسه مرّة أخرى في مقدّمة معركة خاسرة جديدة

أطلّت علينا مجدّدا فرنسا اليمينية بحنينها لماضيها الاستعماري عبر صفحات جريدة صفراء هي “لوبوان”، مصدرُ ارتزاق كاتبٍ جزائري أخفق في وطنيته وفشل في انتمائه لبلده، هو الصعلوك كمال داود، الذي فشل في جميع الرهانات التي وضعها اليمين المتطرف الفرنسي في قلمه الخائب.

كمال داود ليس في مقام حصان الرهان حتى ينتظر منه تيار الحنين للجزائر الفرنسية أن يكون في مقدمة السباق، فهو لا يعدو كونه حمارا تضع فرنسا اليمينية الغبية والحمقاء على ظهره بردعة لتركبه وتثقله بجميع أجنداتها الاستعمارية الجديدة الخائبة وغير القابلة للتحقّق، إنه غباء التلميذ الذي لا يفهم الدرس إلا بالتكرار لمرات عدّة، وفي كلّ مرة ينسى درسه المهم في التاريخ، درسٌ لم يفلح فيه فرحات مهني ومنظمته الإرهابية التي تحاول منذ سنوات تسويق فكرة “انفصال منطقة القبائل” عن الجزائر، ويا لها من خيبة يصرّ اليمين الفرنسي على تكرارها.

منطقة القبائل التي استعصت على فرنسا زمن الاستعمار وحاولت معها بشتّى طرق الترغيب والترهيب أن تدجّنها وتضمّها إلى صف الخضوع، بغرض فصلها وطنيا عن باقي أرجاء الجزائر، عبر اللعب على وتر الاختلافات العرقية واللغوية، أثبتت في كلّ موعد حاسم تمسكها باللحمة الوطنية وانصهارها مع ثوابت الشخصية الجزائرية.

لقد سخرت فرنسا الآباء البيض وكنيستهم ومحاولاتهم التنصيرية والتبشيرية في سبيل سلخ منطقة القبائل عن الجزائر على مدار قرن و 32 سنة، ولم تفلح محاولاتها التآمرية هذه، فكيف يعتقد حقّا الكاتب المأجور كمال داود عبر مقال تافه على أوراق جريدة يمينية معروفة بعدائها لوطنه الأمّ أن يقنع سكان القبائل بسخافاته وترّهاته؟

وحتى مع الاستقلال لم يتغيّر شيء، فمنطقة القبائل التي جاهدت مع جميع الولايات التاريخية ولقنت فرنسا الاستعمارية دروسا في البطولة والتمسك بالأرض، ظلّت وفية لمسارها الوطني ملتحمة بالجزائر رافضة لجميع المؤامرات التي لم تتوقف يوما واحدا، وكان تيار معروف يحيكها ويوظف أزلامه لتنفيذها، وكانت في كلّ مرّة تصطدم بصلابة المنطقة العصية على الإخضاع.

كمال داود، ذلك الصحفي الذي كان شخصا جد عادي في الجزائر، بقليل من الحظ ساقته الظروف إلى أن يكون طعما في يد ذلك التيار النيو كولونيالي وجديرا بأن يقف في الطابور الخامس ويشتغل في مواقع ما وراء البحار، قبل أن يصبح مؤهلا لأن يهاجر إلى فرنسا ويعيش وسط مشغليه من قادة هذا التيار البائس.

لم يكن ذلك بالمجان، قد نختلف حول ما إن كان باهظا كما يراه أيّ إنسان عاقل ملتزم بقضايا وطنه وانتمائه له، أو أنّ ذلك الانسلاخ والتنصل يستحقّ ذلك الثمن “البسيط” كما يبدو الأمر لكمال داود، الذي لم يهمه أن يبيع الوطن والهوية والتاريخ والعروبة والإسلام والأمازيغية من أجل أن يتحول إلى فرنسيّ “قح” يرتقي منصة التتويج في جائزة “غونكور”، تلك الجائزة الأدبية المرموقة التي لم يحصل عليها أدباء فرنسيون أبا عن جدّ اجتهدوا كثيرا في كتابة عشرات الروايات ومئات القصص، لكن كمال داود ذلك الصحفي الجزائري الذي تحصل على الجنسية الفرنسية قبل أقل من عقد من الزمن، تبيّن أنّ التيار اليميني المتطرف يوظّف كتاباته السّامة في معاركه المفتعلة مع الجزائر، بغرض إحراجها أو استفزازها أو ابتزازها، وحتى الضغط عليها، ولكن يا لخيبة الأغبياء يعيدون نفس الأخطاء.

لقد كانت فرنسا الاستعمارية تجنّد العملاء أو ما يعرف بـ “الحركى” وتضعهم في صفوف آلتها القمعية، بالترغيب والترهيب، حتى يخدموا أغراضها ويكونا جزءا من قوتها الصلبة، نفس الشيء يحدث الآن، ومثلما أنه يوجد تيار استعماري جديد “نيو-كولونيالي” يقابله أيضا لفيف من الحركى الجدد يعملون تحت إمرته داخل منظومة القوة الناعمة ذات البنية الثقافية لتحقيق أحلام وأطماع العودة إلى المستعمرات السابقة، وكمال داود هو يقف في هذا الصف ويتمترس في هذا الخندق.

ربّما لم يسمع كمال داود قصة الضابط الفرنسي ذو الأصل الجزائري، الكولونيل بن داود، الذي كان يعمل في جيش فرنسا إبان احتلالها للجزائر، ولم يدرك أن تشابه الأسماء يجعل له نصيبا في تشابه قصة كل واحد منهما، ذلك الضابط الذي اقتنع أنّه أصبح فرنسيا بالقدر الذي يجعله يتجرّأ ويسمح لنفسه أن يقبّل يد امرأة فرنسية من “علية القوم” ويراقصها، أثناء حفلة راقصة داخل مجتمع فرنسي، الجواب كان صدمة حينما رُفض طلبه فقال عبارة موجعة ومؤلمة لا تزال إلى اليوم تضرب مثلا في مثل هذا الموقف: “العربي عربي ولو كان الكولونيل بن داود”.

نعم ستبقى “كمال داود” حتى ولو نلت “الغونكور”، حتى ولو صفّق اليمين المتطرّف لكتاباتك الصحفية الخائنة، ستظل مجرّد أداة وقلم مأجور في يد التيار الاستعماري الجديد يخطّون بك ما يشاؤون من كلام يتهجمون به على الجزائر أو يشيدون من خلاله بفرنسا و”أمجادها التليدة” في استباحة دماء الشعوب الإفريقية واستحلال خيراتها وثرواتها، التي بنت بها فرنسا تاريخها المادي المليء بالدماء والأشلاء في جانبه المعنوي.

رابط دائم : https://dzair.cc/yuyh نسخ