الأحد 25 ماي 2025

محطات وإنجازات تاريخية في الرياضة الجزائرية : “المحاربون” بثوب جديد وأبــــطال من ذهب في المحفل “الأولمبي”

نُشر في:
بقلم: دزاير توب
محطات وإنجازات تاريخية في الرياضة الجزائرية : “المحاربون” بثوب جديد وأبــــطال من ذهب في المحفل “الأولمبي”

عاشت الرياضة الجزائرية على وقع عدة أحداث في العام 2024، سواء فيما يتعلق بالرياضات الجماعية أو الفردية، على غرار كرة القدم والبداية بالإقصاء المبكر للمنتخب الوطني من كأس إفريقيا التي جرت بكوت ديفوار، وخيبة جديدة في البطولات الكبرى تحت قيادة جمال بلماضي، لتتم إقالته وتعيين البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، بينما شهدت الرياضات الأخرى، خاصة الفردية، تألقا جزائريا برز من خلال أولمبياد باريس الذي شهد عودة الراية الوطنية لترفرف عاليا، وبعدها أيضا في الألعاب البارلمبية، وكذا النخبة الوطنية العسكرية في الألعاب الإفريقية.

كما شهد العام 2024، افتتاح مرافق رياضية كبرى بتدشين ملعبي “علي لابوانت” و”حسين آيت أحمد”، في وقت تم تنصيب رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي، وزيرا للرياضة، وهو الذي يواصل رفع التحدي وشق الطريق نحو الإصلاح الرياضي وبالتحديد كرة القدم. ولم يخل العام 2024 من الأحداث الحزينة، بفقدان رموز كبيرة في كرة القدم الجزائرية، على غرار رشيد مخلوفي لاعب فريق جبهة التحرير الوطني والناخب الوطني السابق، محيي الدين خالف والمهاجم الدولي السابق عبد الحميد مراكشي والمدرب يوسف بوزيدي.

بداية عام مخيبة للمنتخب الوطني وخروج مبكر من “الكان”

ولم تكن بداية 2024، كما تمناها عشاق المنتخب الوطني، الذي استهل العام ببطولة كبرى تمثلت في نهائيات كأس إفريقيا التي جرت ما بين شهري جانفي وفيفري بكوت ديفوار، وقد كان شعار “الخضر” بقيادة الناخب الوطني السابق جمال بلماضي، هي محو آثار خيبة “الكان” التي سبقتها بالكاميرون، وكذا كابوس عدم التأهل إلى مونديال قطر 2022، لكن الصدمة كانت بخروج مبكر آخر، بعد تحقيق تعادلين في أول مباراتين بـ”الكان” أمام كل من أنغولا وبوركينافاسو، وكان مصير المنتخب بيده في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات، خلال مباراة موريتانيا، لكنه تلقى خسارة قاسية، ليغادر المحفل الكروي القاري من الدور الأول، برصيد نقطتين فقط.

إقالة بلماضي، صادي يختار بيتكوفيتش الذي أعاد “الخضر” إلى الواجهة

وبعد الخسارة أمام موريتانيا، والخروج المبكر من “الكان”، ضيع رفقاء القائد رياض محرز ثالث موعد كروي كبير بقيادة جمال بلماضي في ظرف سنة تقريبا، وهو ما عجل بمغادرة التقني الجزائري، وجعل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وليد صادي، يتحرك سريعا ويقرر إحداث تغيير على مستوى العارضة الفنية للمنتخب، وبعد دراسة عدة سير ذاتية لمدربين وتداول عدة أسماء لتقيين، قرر المكتب الفيدرالي تعيين البوسني فلاديمير بيتكوفيتش ناخبا وطنيا جديدا، وهي الخطوة التي كانت موقفة بشهادة الكثيرين بالنظر لتمكنه من إعادة البريق لـ”الخضر”، وبداية المدرب السابق لمنتخب سويسرا، كانت في تربص مارس بمناسبة دورة الجزائر الدولية الودية “فيفا سيريز”، حيث حقق فوزا أمام منتخب بوليفيا بنتيجة 3-2، ثم تعادلا أمام منتخب جنوب إفريقيا بنتيجة 3-3، مع الاعتماد على أسماء جديدة يتم لأول مرة توجيه الدعوة لها على غرار أحمد قندوسي وأنيس حاج موسى وكذلك منصف بقرار، فيما عاد للقائمة ياسين بن زية وياسين براهيمي.

تعثر مفاجئ في تصفيات مونديال 2026 والتدارك كان سريعا

وبعدها في الموعد الرسمي، كان الأمر مغايرا بالنسبة للطاقم الفني الجديد بقيادة فلاديمير بيتكوفيتش، الذي بدأها بخسارة مفاجأة داخل الديار أمام منتخب غينيا (1-2) بملعب “نيلسون مانديلا” شهر جوان، إلا أن ردة فعل المنتخب الوطني كانت قوية، بعودة سريعة وقوية، حينما تدارك بالفوز خارج الديار على حساب أوغندا بنتيجة 2-1، ليحافظ على صدارة ترتيب المجموعة السابعة برصيد 9 نقاط، بعدما حقق سابقا انتصارين مع المدرب بلماضي، أمام الصومال بنتيجة 3-1 في الجزائر، وموزمبيق خارج الديار بنتيجة 2-0.

نتائج رائعة وتأهل بامتياز إلى “كان 2025”

وظهر تألق “الخضر” مع بيتكوفيتش جليا في تصفيات كأس إفريقيا 2025، بعد تحقيق نتائج ممتازة، حيث أنهى “الخضر” التصفيات من دون هزيمة، بـ 16 نقطة، بعد 5 انتصارات وتعادل واحد فقط خارج الديار أمام منتخب غينيا الاستوائية في الجولة ما قبل الأخيرة، وإجمالا، خاض التقني البوسني 10 لقاءات على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، حقق خلالها 7 انتصارات وتعادلين وهزيمة واحدة، كما دخل تاريخ كرة القدم الجزائرية كأول مدرب يحصد ثلاثة انتصارات متتالية خارج الديار في 6 مباريات.

 

النهضة الرياضية تتواصل بتدشيــــــــن ملعبين عالميين بالدويرة وتيزي وزو

وعلى غرار العام 2022 الذي شهد تدشين ملعب “ميلود هدفي” بوهران، و2023 الذي استهل بافتتاح ملعب “نيلسون مانديلا” ببراقي، عرف العام 2024، مواصلة الدولة الجزائرية النهضة الرياضية بتدشين ملاعب ذات معايير عالمية، ما منح بلادنا الفرصة لتدعيم البنية التحتية الرياضية بشل كبير، إذ تم في شهر جويلية، تدشين ملعب “علي عمار المدعو علي لابوانت” بالدويرة بالعاصمة، الخاص بنادي مولودية الجزائر، من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كثالث ملعب كبير بالعاصمة بعد “5 جويلية” و”مانديلا” ثم بعدها بحوالي أسبوع، دشن الرئيس ملعب “حسين آيت أحمد” بتيزي وزو، ليكون الصرح الجديد لفريق شبيبة القبائل، والذي يعتبر دون شك من بين أجمل الملاعب ليس فقط في الجزائر، بل على مستوى القارة الإفريقية وحتى العالم، شأنه شأن ملعب “علي عمار” الذي يعد هو الآخر تحفة تضاف للمرافق الرياضية في الجزائر.

منتخب كرة اليد وصيف بطل إفريقيا ومنتخب كرة السلة يحل ثالثا

وفي الرياضات الجماعية الأخرى، أخفق منتخب كرة اليد للرجال في العودة إلى منصات التتويج على المستوى القاري، بعدما اكتفى بالوصافة في النهائيات التي أقيمت بمصر في شهر جانفي، حيث حل في المركز الثاني بعد خسارة النهائي أمام البلد المضيف بـ29-21، فيما احتل منتخب كرة السلة رجال 3×3، المركز الثالث في بطولة أمم أفريقيا التي احتضنتها مؤخرا جزيرة مدغشقر.

 

الرياضة العسكرية تصنع المجد في إفريقيا

وتألق رياضيو النخب الوطنية العسكرية، بمناسبة الألعاب العسكرية التي جرت في العاصمة النيجيرية أبوجا بين شهري نوفمبر وديسمبر، حيث أنهت الجزائر مشاركتها في وصافة الترتيب العام برصيد 96 ميداليـة، بوفد ضم 120 رياضيا في عشرة اختصاصات ريـاضية، حيث تمكن من حصد 53 ميدالية ذهبية و22 فضيـة، بالإضافة إلى 11 برونزيـة، على غرار الفريق الوطني العسكري للرمي الذي تحصل على مجموع 32 ميدالية (11 ذهبية و10 فضيات و11 برونزية)، وكذا الفريق الوطني للمصارعة المشتركة الذي حصد مجموع 20 ميدالية (19 ذهبية وواحدة برونزية) والفريق الوطني العسكري لكرة القدم المتوج بالميدالية الذهبية بجدارة أمام منتخب الكاميرون، وهو ما أهله مباشرة إلى نهائيات كأس العالم العسكرية القادمة، وبهذه الحصيلة، احتلت الجزائر المركز الثاني من بين 22 دولة مشاركة في الألعاب، خلف نيجيريا المتصدرة برصيد 234 ميداليـة، وبفارق 46 ميدالية عن صاحب الصف الثالث كينيا.

 

نجاح أولمبي …نمور وخليف يرفعان راية الجزائر عاليا

حققت الرياضات الأخرى بالجزائر نجاحا ملحوظا خلال سنة 2024، إذ أسفرت المشاركة الجزائرية في أولمبياد باريس عن تحقيق ثلاث ميداليات منها ذهبيتان وبرونزية واحدة. ونصبت الجزائرية،كيليا نمور، نفسها أول لاعبة جمباز أفريقية وعربية تفوز بميدالية أولمبية عندما حصلت على الذهبية بأداء مذهل على العارضتين غير المتماثلتين في ألعاب باريس،وذلك بعدما استطاعت الوصول إلى 15.700 نقطة، وتتفوق على بقية منافساتها في هذه المسابقة

كذلك فازت إيمان خليف بالميدالية الذهبية في الملاكمة لوزن الوسط (تحت 66 كيلوغراما)، لتصبح أول جزائرية تحرز ميدالية أولمبية في الملاكمة وأول ملاكم أو ملاكمة من بلادها يحصد الذهبية منذ حسين سلطاني في أتلانتا 1996، بإجماع الحكام، كذلك حصد جمال سجاتي برونزية سباق 800 متر ضمن منافسات ألعاب القوى.

وكانت خليف، حالها كحال الملاكمة التايوانية لين يو-تينغ في دائرة الضوء في ألعاب باريس وسط خلاف بشأن الهوية الجنسية وقد تعرضت لهجوم من الاتحاد الدولي للملاكمة ووسائل إعلام أوروبية وحتى عربية ، غير أن اللجنة الأولمبية أنصفتها في النهاية، لتكرر الجزائر بذلك أفضل مشاركة لها في الأولمبياد، بعد دورة أتلانتا 1996 التي شهدت فوزها أيضا بذهبيتين وبرونزية،كذلك حصدت الجزائر 11 ميدالية في دورة الألعاب البارالمبية بباريس، منها ست ذهبيات.

ذهبيتان وبرونزية … الجزائر الثانية عربيا وأفريقيا

الرياضة الجزائرية وخلال مشاركتها في أولمبياد باريس، احتلت المركز الـ39 عالميا والثاني عربيا وأفريقيا في الترتيب النهائي لجدول الميداليات في دورة الألعاب الأولمبية، التي احتضنتها العاصمة الفرنسية باريس خلال الصيف الماضي. وحصدت الجزائر 3 ميداليات منها ذهبيتان عبر الملاكمة، إيمان خليف، ولاعبة الجمباز ،كيليا نمور في اختصاص العارضتين مختلفتي الارتفاع، فضلا عن برونزية توج بها العداء جمال سجاتي في سباق الـ800 متر. وفرضت الملاكمة ،إيمان خليف، سيطرة مطلقة على منافسات وزن أقل من 66 كيلوغراما للسيدات، وذلك رغم حملات التشكيك التي طالتها طوال الدورة الأولمبية.

 

الألعاب البارالمبية… الجزائر الأولى عربيا بـ11 ميدالية

الرياضيون لذوي الهمم كانوا العنوان الأبرز ولم يخيبوا تطلعات الجماهير الجزائرية في الألعاب البارالمبية بباريس ، وتمكنوا من تحقيق إنجازات رائعة ،حيث، حلت الرياضة الجزائرية للفئة ذاتها،الأولى عربيا برصيد 11 ميدالية، بينها 6 ميداليات ذهبية و5 برونزيات. في الذهب، تألق عبد القادر بوعمار في الجيدو، وإبراهيم قندوز في سباق كانوي كاياك، كما أضاف إسكندر جميل عثماني ميداليتين ذهبيتين، في حين أحرزت صافية جلال أول ذهبية لها في الدورة، وأكملت نسيمة صايفي مشوارها بذهبية أخرى.

أما فيما يخص الميداليات البرونزية، فقد حصلت الجزائر على خمس ميداليات، حققت نسيمة صايفي ميدالية برونزية، وتوج إسحاق ولد قويدر ببرونزية أخرى، بينما حصد كل من حمري ليندة ومحيدب أحمد وحسين بتير ميداليات برونزية أيضًا. وفي هذه الدورة عادلت الجزائر حصادها من الميداليات الذهبية لتلك المسجلة في أثينا 2004.

 

مكافحة الفســـاد الرياضي… الضرب بيد من حديد

قطاع الرياضة، رغم أنه من بين أهم القطاعات التي ابتلعت أموالا ضخمة من الخزينة العمومية، كانت بمنأى عن جدال الفساد، لسنوات طويلة، وبمنأى عن المساءلات، لكن عام 2024 ، شهد تغير جذري وبدأت عملية التحقيقات لمحاربة الفساد الرياضي، إذ أسفرت التحقيقات التي طالت الاتحاد الجزائري لكرة القدم ، عن وضع الرئيس السابق للفاف، خير الدين زطشي، في السجن المؤقت، ووجهت لزطشي تهم ثقيلة تضمنها القانون رقم 06-01 المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته المؤرخ في 20 فيفري 2006، والمتعلقة بجنح إساءة استغلال الوظيفة عمدا، التبديد العمدي لأموال عمومية والمشاركة في التبديد، إبرام عقود مخالفة للأحكام التشريعية والتنظيمية بغرض منح امتيازات غير مبررة للغير، والاستفادة من امتيازات غير مبررة، بمناسبة إبرام عقود مع الدولة أو إحدى الهيئات والمؤسسات التابعة لها، وتم أيضا فرض الحبس المؤقت على مسؤولين سابقين في الاتحاد، من بينهم محمد ساعد ومنير دبيشي وعبد الغني نقاش.

 

مولودية الجزائر تتوّج بلقب البطولة بعد 14 سنة من الغياب

ترك نادي مولودية الجزائر بصمته خلال سنة 2024، إثر نجاحه في العودة إلى منصات التتويج في الرابطة المحترفة الأولى، بعد 14 سنة كاملة من الغياب، وتمكّن النادي العاصمي من نيل لقب البطولة المحترفة عن جدارة واستحقاق بعد سيطرته بالطول والعرض وذلك بفضل تشكيلة متكاملة قادها نجم المنتخب الوطني الجزائري يوسف بلايلي الذي انتهى به المطاف في الدوري التونسي مع ناديه السابق الترجي مع بداية الموسم الحالي، وبهذا التتويج, أضحى “العميد” يضم في سجله ثمانية ألقاب محلية عقب تتويجه سابقا بمواسم : 1972 , 1975, 1976, 1978, 1979, 1999, 2010.

بلوزداد يتسيد منافسة كأس الجمهورية برقم قياسي

شباب بلوزداد هو الآخر كان له نصيب من التتويجات على الصعيد المحلي، بعد نيله لقب النسخة ال57 لكأس الجزائر لكرة القدم ، بفضل فوزه على مولودية الجزائر بهدف دون مقابل (1-0) في المباراة النهائية، وبهذا، أصبح شباب بلوزداد الفريق الأكثر تتويجاً بلقب كأس الجزائر بتسعة ألقاب، وقد حقق اللقب سابقاً في السنوات: 1966، 1969، 1970، 1978، 1995، 2009، 2017، 2019 والآن في 2024.

عودة ترجي مستغانم إلى دوري الأضواء وأقبو يدخل التاريخ

شهد موسم 2024- 2025 من الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، عودة نادي ترجي مستغانم إلى دوري الأضواء من جديد، بعد نجاحه في تحقيق الصعود عن المجموعة وسط غرب من قسم الثاني هواة، وتمكن “الحواتة” بفضل خبرة المدرب رضا بن دريس من العودة مجددا إلى القسم المحترف الأول بعد غياب دام 25 سنة كاملة، لتكون بذلك سنة 2024 فأل خير على نادي الترجي، الذي يحاول التأقلم مع أجواء الرابطة المحترفة وهو الذي وجد صعوبة كبيرة واضطر للتخلي عن مدربين اثنين إلى غاية الآن، وبدوره دخل نادي أولمبيك أقبو التاريخ من أوسع أبوابه، بعد تحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، لأول مرّة في تاريخه على الرغم من أنه من أقدم النوادي في الجزائر، ويعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1936. واحتل أشبال المدرب مراد كعروف صدارة مجموعة وسط شرق، عن جدارة واستحقاق، ليحقق بذلك النادي البجاوي خامس صعود له على التوالي وهو رقم لم يسبق لأي نادي جزائري قام بتحقيقه.

 

فضيحة الخريطة الوهمية واتحاد الجزائر يُقصى من كأس “الكاف” بمؤامرة

مر اتحاد العاصمة خلال سنة 2024 بجانب تتويج قاري جديد بكأس الكونفدرالية الإفريقية، وذلك بعد أن نفذ نادي نهضة بركان المغربي مخططا مخزنيا قذرا من خلال ارتداء قمصان تحمل شعارات سياسية في لقاء المربع الذهبي أمام نادي سوسطارة. وكانت كل الأمور تبشر بالخير قبل الوصول لموعد النصف النهائي بعد تحقيق مشوار مميز بقيادة المدرب الإسباني كارلوس غاريدو، غير أن الأمر الذي حصل قبل لقاء ذهاب دور النصف نهائي بملعب 5 جويلية أفسد كل ما صنع من طرف أبناء سوسطارة. ورغم الطعون التي تقدمت بها إدارة اتحاد العاصمة والاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلا أن تعنت “الكاف” منح الفرصة للفريق المغربي بإقصاء نادي “سوسطارة” الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تتويجه القاري الثالث.

 

صادي يرفع التحدي في وجه أزمات كرة القدم الجزائرية

ومن بين الأمور الإيجابية التي خلّفتها سنة 2024، هي الثورة الكبيرة التي قامت بها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، سواء على مستوى المنتخب الوطني الذي شهد تغييرات عديدة وأبرزها على مستوى العارضة الفنية بفسخ عقد المدرب جمال بلماضي وقدوم بيتكوفيتش، أو فيما يخص البطولة المحترفة التي حظيت بحصة الأسد من اهتمام “الفاف” من أجل تصحيح الأخطاء وتدارك النقائص التي شهدها موسم 2023 -2024، حيث سعى الرئيس وليد صادي على أن يكون الموسم الجاري تاريخيا بجميع المقاييس.

“الفار” لأول مرّة في الجزائر.. ومحاربة العنف بالعقوبات

ولعّل من أبرز التغييرات التي شهدتها البطولة الوطنية كان على مستوى التحكيم، وذلك باعتماد تقنية “الفار” لأول مرةّ في تاريخ الكرة الجزائرية، واستطاع الرجل الأول في مبنى دالي إبراهيم من تنفيذ وعوده التي أطلقها في سنة 2023، بتعميم استخدام تقنية “الفار” في البطولة وهو الأمر الذي حدث بالفعل بعدما قامت الاتحادية باقتناء 4 حافلات خاصة بتقنية مساعد” “الفيديو” على أن يتم اقتناء 4 حافلات أخرى في النصف الثاني من الموسم الجاري حتى تعمم في جميع اللقاء.

وإلى جانب، تقنية “الفار” سعت الاتحادية الجزائرية جاهدة للتصدي لظاهرة العنف في الملاعب التي تزايدت مع بداية الموسم الحالي، وذلك رغم كل الحملات التحسيسية للحفاظ على المنشآت الرياضية التي تمّ تشييدها خلال السنوات الماضية، واضطرت “الفاف” إلى إعادة عقوبة اللعب بدون جمهور خلال هذا الموسم بعدما اكتفت الموسم الماضي بفرض غرامات مالية على الأندية، في انتظار تشديد العقوبات أكثر حتى يتّم الحد من أعمال العنف والشغب التي أضحت تشوّه صورة البطولة الجزائرية.

صــــــادي ينال ثقة الرئيس تبون ويعين وزيرا للرياضة

ولم تمّر الانتفاضة التي أحدثها رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي، على مستوى المنتخب الوطني والكرة المحلية مرور الكرام، حيث تمّ تعيينه من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ضمن الطاقم الحكومي بصفته وزيرا للرياضة، خلفا لحماد عبد الرحمان، وهي المهمة التي أجمع المتتبعون على أنّه أهل لها، في ظل الخبرة الكبيرة التي يمتلكها الرجل الأول في مبنى دالي براهيم سواء من حيث التسيير أو النظرة الاستشرافية لإزاحة العقبات والعراقيل التي تحول دون بلوغ الأهداف المسطّرة على مستوى الرياضة بصفة عامة.

 

ماندي يحطـــــم رقم سليماني التاريخي

ستبقى سنة 2024 المنقضية مميزة في مسيرة المدافع الدولي عيسى ماندي، بتحطيمه الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية مع المنتخب الوطني لكرة القدم الذي كمان بحوزة زميله السابق في المنتخب الجزائري إسلام سليماني. جاء الرقم الجديد لعيسى ماندي مع المنتخب الجزائري بعد مشاركته في مباراة الجزائر ضد ليبيريا في منتصف شهر نوفمبر الأخير، ببلوغه المباراة الرقم الـ 103، متفوقًا على المهاجم إسلام سليماني الذي كان يتقاسم الصدارة معه برصيد 102 مباراة. علما، أن عيسى ماندي بدأ مشواره الدولي مع “الخضر” في 5 مارس 2014، حيث خاض أول مباراة ودية أمام منتخب سلوفينيا في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة.

 

ديلور.. سليماني وبودبوز يلهبون الميركاتو في الجزائر

وكان لاعبو المنتخب الوطني أندي ديلور، وإسلام سليماني، ورياض بودبوز نجوما فوق العادة وصنعوا الحدث خلال فترة التحويلات الصيفية الماضية بالجزائر، وكان اليوم الأخير من الميركاتو حافلا بالنسبة للأندية الجزائرية، وأبرزها مولودية الجزائر التي فاجأت جماهير بصفقة من العيار الثقيل تتمثل في مهاجم مونبلييه السابق أندي ديلور، فيما فضّل إسلام سليماني العودة مجددا إلى ناديه السابق شباب بلوزداد بعد 11 سنة عن احترافه بالخارج، وبدورها أبرمت إدارة شبيبة القبائل صفقة استثنائية تليق بمستوى الانتفاضة التي قامت بها شركة “موبيليس” لإعادة “الكناري” لمكانته المعهودة، ويتعلق الأمر برياض بودبوز الذي تمكّن من خطف الأنظار في الدوري الجزائري بمستواه ومساهماته التهديفية لحد الآن، عكس سليماني وديلور اللذان وجدا صعوبة كبيرة وعجزا عن الظهور بالشكل المطلوب.

الجزائر تفقد رموزها …. مخلوفي محي الدين خالف ، بوزيدي ولكارن

مثلما كان للأفراح نصيب، لم تخلو سنة 2024 من الأحداث الحزينة، حيث، فقدت الجزائر العديد من رجالاتها التي صنعت تاريخ الرياضة سواء في فترة الاستعمار الفرنسي الغاشم أو بعد الاستقلال. فقدت أحد رموزها و أسطورة جيل المنتخب الجزائري الذي عُرف باسم “فريق جبهة التحرير الوطني”، ويتعلق الأمر برشيد مخلوفي، الذي فارق الحياة عن عمر ناهز 88 سنة ، بعد صراع مع المرض إلى جانب المدرب الأسبق للمنتخب الوطني محي الدين خالف الذي غادرنا عن عمر ناهز 80 عاما، والمدرب يوسف بوزيدي الذي فارق الحياة هو الآخر عن عمر 67 سنة ، توفي هذا العام الذي نودعه، أيضا مهاجم المنتخب الوطني السابق ، حميد مراكشي، عن عمر يناهز الـ48، والحكم الأسبق بلعيد لاكارن عن عمر 84 سنة،علما أن الأخير تولى رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم سنة 1988 ، ولعب دورًا بارزًا في حصول الجزائر على شرف تنظيم نهائيات كأس إفريقيا 1990 .

رابط دائم : https://dzair.cc/v6xv نسخ