10 أكتوبر، 2025
ANEP الجمعة 10 أكتوبر 2025

محمد السادس يُطلق الرّصاص على آمال جيل زد.. شباب المغرب مصدوم والمشهد في المغرب أضحى أكثر قتامة

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
محمد السادس يُطلق الرّصاص على آمال جيل زد.. شباب المغرب مصدوم والمشهد في المغرب أضحى أكثر قتامة

كان الشارع المغربي ينتظر اليوم لحظة مصارحة، لا خطابًا باردًا مكرّر النبرة.
جيل “زد” — الجيل الذي كسر حاجز الخوف وخرج إلى الساحات هاتفًا بالكرامة — كان يترقب أن يسمع من أعلى هرم السلطة جملة واحدة تعني شيئًا: لقد سمعناكم.
لكنّ ما سُمِع كان العكس تمامًا.

الخطاب الملكي أمام البرلمان لم يكن ردًّا على صرخة الشباب، بل بدا كأنه ردّ على الشارع. حديث عن التوازن بين المشاريع الكبرى والبرامج الاجتماعية، وكأن المشكلة تكمن في “التوازن” لا في العدالة.
كلمات مصاغة بدقة بيروقراطية، بعيدة عن حرارة الواقع، تُعيد إنتاج نفس المنطق الذي فجّر موجة الغضب الأولى: تزيين الأزمة بدل مواجهتها.

جيل “زد” الذي كبر في زمن الشاشات، يرى كل شيء، يوثّق كل شيء، ويقارن كل شيء. لم يعد يؤمن بالخطابات التي تُبنى على المجاز والتلميح. يريد اعترافًا صريحًا بالأخطاء، ومحاسبةً شفافة للنخب التي أرهقت البلاد. يريد فعلًا لا شعارات، وعدالة لا لجانًا، وكرامة لا صدقات سياسية.

وما زاد الطين بِلّة أن الخطاب تضمّن تلميحًا إلى أن المسؤولية لا تقع فقط على الحكومة، في محاولة لتوزيع الغموض بدل توزيع المسؤولية.
لكن الشباب ليسوا هواةَ “تأويل”. إنهم أبناء الواقع، لا أبناء البلاغة. يعرفون أن التغيير يبدأ من السلطة التي تملك القرار، لا من المواطن الذي ينتظره.

لقد كان خطاب اليوم فرصة ضائعة لمدّ الجسور مع جيل جديد وواعٍ، لكنه تحوّل إلى جدار آخر من الكلمات الفارغة.
النتيجة؟ مزيد من الغضب المكبوت، وشعور متزايد بأن نظام المخزن لم يفهم بعد أن هذا الجيل لا يخاف، بل يُحاسب — وأن الصمت لم يعد وسيلة طاعة، بل أداة احتجاج صامتة.

جيل “زد” ظلّ طوال الأيام الماضية متفاديا الدعوة الصريحة إلى إسقاط الملك، لكن يبدو أن محمد السادس لم يترك أمامه من خيار آخر لكي يفعلها هذه المرة، فالشباب تفطن إلى أنّه عليه إسقاط من يطيل أمد عقليّة التبرير في جسم المخزن المنتفخ. الشباب أصبح يريد دولة لا تتحدث باسمه، بل تستمع إليهم.
وإذا كان القصر لا يسمع، فإن الشارع سيعلّمه لغة أخرى… لغة لا تُلقى من على منصة البرلمان، بل تُكتب على جدران الذاكرة المغربية لتصنع مستقبلا جديدا بعيدا عن عقل المخزن المتعفن.

رابط دائم : https://dzair.cc/3w72 نسخ