18 أكتوبر، 2025
ANEP السبت 18 أكتوبر 2025

مرحى للشعب الصحراوي العظيم… بقلم سيدي علي بلعمش

نُشر في:
بقلم: الكاتب الموريتاني سيدي علي بلعمش
مرحى للشعب الصحراوي العظيم… بقلم سيدي علي بلعمش

ما يحدث في المملكة المغربية منذ أسبوعين ، أكثر عمقا و تعقيدا مما يتصوره الكثيرون ، حتى لا أقول الجميع ، لا يمكن أن ينتهي إلا بسيطرة الجيش على الأمر ، إما بانقلاب عسكري على النظام و إما بعملية إبادة مفتوحة ، تحول البلد إلى بركة دماء ، يتولى الجيش فيها مهمة حراسة العرش ، تقود حتما إلى حرب أهلية و هو ما يعني بالضبط سقوط المغرب في فخ الصهيونية ، كما حذر الكثير من المحللين منذ فترة .

لقد تجاوز الملك كل الحدود في خضوعه للصهيونية من أجل كسب قضية الصحراء ، اعتمادا على نفوذهم في أمريكا و الاتحاد الأوروبي ، على وجه الخصوص و ربما لأسباب أكثر حميمية طالما تحدث عنها البعض !!

و من الواضح الآن أن قضية الصحراء الغربية هي ما سينهي قصة العرش الملكي في المغرب .

و هذا ما كان يخشاه الحسن الثاني بالضبط ؛ لأن حرب الصحراء كانت غاية في حد ذاتها . فمنذ دخلها المغرب لم تحدث أي محاولات انقلاب على العرش ، بعد ما وجد الجنيرالات نصيبهم من الكعكة و النفوذ !!

و تؤكد الوثائق التاريخية عمق العلاقات المغربية الصهيونية ، منذ تأسيس البلد ، لكن ما وصلته في عهد الملك اليوم ، تجاوز كل الحدود و أخذ أبعادًا و غايات لم يتوقعها الشعب المغربي من قبل :
ـ مشاركة أكثر من أربعة آلاف جندي مغربي في الحرب على غزة ..
ـ استبدال علاقته بالعرب بالعلاقة مع الصهاينة ..
ـ إهانة الشعب المغربي بما تحظى به الجالية الصهيونية في بلده ..
ـ انتزاع الأراضي المغربية عنوة من أصحابها و تقديمها قرابين لآلهة الملك ..

لقد تعمد الملك و الجالية اليهودية في المغرب ، إذلال و إهانة الشعب المغربي فكان من الطبيعي أن تكون ردة الفعل بهذه القوة و الاتساع ..

و يحاول الكثيرون اليوم إعطاء الأزمة أوجها مكذوبة عن طريق لي أعناق الحقيقة ، يتولى الإعلام الرسمي و المخابراتي النفخ فيها بحذر ، لطمس الحقائق المخجلة ..

لقد انتهت اللعبة و عادت كل مؤشرات العدادات السياسية إلى الصفر ؛ فمن أين ستبدأ قصة المغرب اليوم ، ذلك هو السؤال المطروح الآن و لن يستطيع الرد عليه غير الزمن !؟

و لأن جيل z ليس له مركز ثقل يمكن استهدافه و لا قيادات معروفة يتم الضغط عليها و لا يملك برنامجا موحدا يتم التعاطي معه ، تحتاج الأمور اليوم إلى حل سحري أعلى مستوى بكثير من مُنجِّمات القصر و تعاويذ فقهاء البلاط ..

لقد دخل المغرب في حسابات زمن آخر . و على من يحاولون العودة به إلى زمن امتيازات القصر و حاشية الملك و أوليغارشي الأزمنة الغابرة ، أن يفهموا أن اللعبة انتهت ، كما تُظهر ملامحُ الخاسرين و بشاعة ممارسات أمنهم المسعور و ارتباك أجهزة مخابراتهم أمام هول ما يحدث !!

و على من كانوا يحتاجون إلى وعد حتى من بيرام ، بالاعتراف بمغربية الصحراء (إذا أصبح رئيسا لموريتانيا) ، أن يفهموا أن أوراق نهايتهم و ضعفهم و تيههم ، انكشفت منذ تلك اللحظة الفارقة ، الفارغة !
نعم ،
*هكذا تتساقط أحجار علامات الانهيار بالتقادم ، مهما طالت سكرات الأنظمة .!*

سيدي علي بلعمش

رابط دائم : https://dzair.cc/2m52 نسخ