27 أكتوبر، 2025
ANEP الاثنين 27 أكتوبر 2025

مظاهرات حاشدة في الأراضي الصحراوية المحتلة ومخيمات اللاجئين رفضًا لمقترح الحكم الذاتي

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
مظاهرات حاشدة في الأراضي الصحراوية المحتلة ومخيمات اللاجئين رفضًا لمقترح الحكم الذاتي

شهدت مختلف المدن الصحراوية الواقعة تحت الاحتلال، إلى جانب مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، مظاهرات حاشدة اليوم الاثنين 27 أكتوبر 2025، عبّر خلالها الشعب الصحراوي عن رفضه القاطع لمقترح “الحكم الذاتي” الذي تروج له الرباط وحلفاؤها، مؤكداً تمسكه بخيار الاستقلال الكامل واستمرار النضال حتى تحقيق تقرير المصير.

وردد المتظاهرون العيون والسمارة والداخلة شعارات تندد بما وصفوه بمحاولات “فرض الأمر الواقع” على الصحراء الغربية من خلال مشاريع سياسية تسعى إلى الالتفاف على الحق الثابت للشعب الصحراوي في الحرية والسيادة. ورفع المشاركون الأعلام الوطنية للجمهورية الصحراوية، ولافتات تطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في استكمال مسار تصفية الاستعمار.

وفي مخيمات اللاجئين، خرج الآلاف من المواطنين في مسيرات متزامنة، أكدوا خلالها رفضهم لأي مبادرة تتنافى مع قرارات الشرعية الدولية، مؤكدين أن ما يسمى “الحكم الذاتي” لا يمثل سوى محاولة لإضفاء الشرعية على الاحتلال المغربي، ولا يمكن اعتباره بديلاً عن استفتاء حرّ ونزيه يختار فيه الشعب مصيره بنفسه.

وندد المتظاهرون بما وصفوه بـ”تواطؤ بعض القوى الدولية” التي تسعى إلى تمرير حلول مفروضة من الخارج، معتبرين أن هذه المواقف تتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة ومع القانون الدولي الذي يقر بحق الشعوب في تقرير مصيرها. كما وجّهت العديد من الفعاليات الحقوقية نداءات عاجلة إلى مجلس الأمن، الذي يناقش في هذه الأيام مشروع القرار الأمريكي حول بعثة المينورسو، من أجل الالتزام بروح العدالة الدولية وعدم تكريس سياسة ازدواجية المعايير.

المظاهرات التي اتسمت بالطابع السلمي رغم التضييق الأمني في المدن المحتلة، عكست وحدة الموقف الشعبي الصحراوي ووعيه الجماعي برفض أي حلول تجزيئية أو تنازلية. وأكد ممثلو المجتمع المدني الصحراوي أن هذه الهبّة الجماهيرية تمثل رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن الشعب الصحراوي هو صاحب الكلمة الفصل في تحديد مستقبله، وأنه لن يقبل بأي صيغة تُفرَض عليه من الخارج.

ويأتي هذا الحراك الشعبي في توقيت حساس يتزامن مع تصاعد النقاش داخل مجلس الأمن بشأن تمديد ولاية بعثة المينورسو وتحديد مسار العملية السياسية، ما يمنح هذه المظاهرات بعداً سياسياً قوياً يعيد التأكيد على المطلب المركزي: الاستقلال الكامل للجمهورية الصحراوية وإجراء استفتاء حرّ بإشراف الأمم المتحدة.

رابط دائم : https://dzair.cc/qcrw نسخ