من هي ليلى عسلاوي؟

تُعد ليلى عسلاوي واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ الجزائر الحديث، وهي نموذج للمرأة الجزائرية التي جمعت بين الكفاءة القانونية والخبرة السياسية، وأسهمت في مراحل مفصلية من تاريخ البلاد، وصولًا إلى توليها منصب رئيسة المحكمة الدستورية في 8 جويلية 2025.

مسيرة مهنية حافلة

ولدت ليلى عسلاوي في الثاني من سبتمبر 1945 بالعاصمة الجزائر، وتخرجت في مجال القانون، حيث باشرت مسيرتها المهنية كقاضية، لتُثبت كفاءتها في الحقل القضائي في فترة عرفت فيها الجزائر تحولات عميقة.

في تسعينيات القرن الماضي، برز اسمها على الساحة السياسية، حيث تولّت منصب وزيرة الشباب والرياضة في حكومات سيد أحمد غزالي المتعاقبة، كما شغلت منصب كاتبة دولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلفة بالتضامن الوطني والأسرة خلال حكومتي رضا مالك وبلعيد عبد السلام، في واحدة من أحلك فترات البلاد المعروفة بـ”العشرية السوداء”.

عودة قوية إلى الساحة المؤسساتية

بعد سنوات من الغياب عن المشهد التنفيذي، عادت ليلى عسلاوي إلى الواجهة بقوة، حيث تم تعيينها عضوًا في المحكمة الدستورية، ثم تولت رئاستها بالنيابة إثر استقالة الرئيس السابق عمر بلحاج. وفي خطوة وُصفت بالتاريخية، عيّنها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون رسميًا في 8 جويلية 2025 رئيسة للمحكمة الدستورية، وهو أعلى جهاز رقابي على دستورية القوانين في البلاد.

ويأتي هذا التعيين استنادًا إلى أحكام المادة 192 من الدستور، التي تخوّل رئيس الجمهورية تعيين رئيس المحكمة الدستورية بعد استشارة مجلس الدولة والمجلس الأعلى للقضاء.

رمز للخبرة والكفاءة النسوية

يعكس مسار ليلى عسلاوي التراكم المهني لامرأة جزائرية أثبتت جدارتها في مختلف المواقع، سواء في الجهاز القضائي أو في مراكز صنع القرار السياسي. ويُنظر إلى تعيينها على رأس المحكمة الدستورية على أنه تتويج لمسيرة طويلة من العطاء، كما يُعتبر خطوة متقدمة نحو ترسيخ حضور المرأة الجزائرية في أعلى مواقع الدولة.

بفضل شخصيتها الصارمة، وخبرتها العميقة، وتاريخها النزيه، تُعد ليلى عسلاوي اليوم إحدى الركائز الجديدة في منظومة الحكم، وسيدة تضع بصمتها في بناء دولة المؤسسات وسيادة القانون.