الجمعة 04 جويلية 2025

منظمة العفو الدولية لا ترى ولا تسمع ما يفعله المخزن في المغرب والصحراء الغربية لكنها تنقل مزاعم لا أساس لها عن الجزائر

تم التحديث في:
بقلم: أحمد عاشور
منظمة العفو الدولية لا ترى ولا تسمع ما يفعله المخزن في المغرب والصحراء الغربية لكنها تنقل مزاعم لا أساس لها عن الجزائر

منظمة العفو الدولية لا ترى إلا ما يحدث في الجزائر، وحتى هذا لا تنقله كما هو في الواقع وكما هو حقيقة، بل تقدمه وفقا لنظرة مسبقة وخلفية قبلية، بهدف إطلاق أحكام جاهزة عن الجزائر على تقاريرها التي تتلقفها دول نافذة ومنظمات دولية صوتها مسموع في هذا العالم الذي يكيل بمكاييل متعددة، حسب قواعد الولاء والبراء.

وبطبيعة الحال فإن تقارير منظمة العفو الدولية ستشكل مادة ثرية ودسمة للضغط على الجزائر وابتزازها، خاصة وأن مواقفها ثابتة وصارمة في عدة قضايا، وفوق هذا فهي مناقضة لأهواء ونزوات الدول العظمى في هذا العالم بقوانينه التي تشبه شريعة الغاب، أين يكون البقاء للأقوى والقوي يأكل الضعيف.

في المقابل سنجد أن أمنيستي إنترناشيونال التي لا تعفيها بنيتها التنظيمية من كونها تمثل مصالح الدول التي تؤويها وتحتكم إلى قوانينها، تغض الطرف عن المغرب الذي ينتهك حقوق الإنسان جهارا نهارا، ليس فقط كونه آخر استعمار في إفريقيا وما يمارسه من اضطهاد وقمع في حق الصحراويين، بل حتى في حق الشعب المغربي وما يواجهه من تجويع وتسلط وإذلال من قبل نظام المخزن.

بل أكثر من هذا، إن المجزرة التي ارتكبتها شرطة المخزن قبل أسابيع قليلة بالقرب من الحدود مع مدينة مليلية التابعة إقليميا لدولة إسبانيا، والتي راح ضحيتها أكثر من 40 مهاجرا سريا إفريقيا، لتعد وصمة عار في جبين جميع من لم يعمل على إدانتها واتهام مرتكبيها ومساءلتهم والقصاص منهم، كونهم قاموا بجرم غير مبرر، أدى بهم لأن ينتزعوا أرواح أناس أبرياء ذنبهم الوحيد أنهم اتخذوا الأراضي المغربية معبرا نحو مكان آمن فرارا من الأوضاع غير المستقرة في بلادهم، أو حتى بحثا عن أسباب عيش أفضل في الضفة الأخرى للمتوسط.

إن منظمة العفو الدولية تعفي المغرب من أي اتهام في كل ما يقترفه من جرائم وحشية يندى لها جبين الإنسانية، رغم جسامة وفداحة ما يحدث على أراضيه وداخل الأراضي الصحراوية المحتلة أيضا، إن هذه المنظمة غير البريئة تسكت عن كل هذا ولا تجد حرجا في أن تسوّد تقاريرها بحبر كاذب وماكر عما يحدث في الجزائر، وكأن الجزائر تحتل بلدا آخر وتقمع شعبها.

أحمد عاشور

رابط دائم : https://dzair.cc/jy1x نسخ