الخميس 22 ماي 2025

وزير الاتصال محمّد مزيان أحدث ثورة تغيير حقيقية في قطاع الصحافة والإعلام

نُشر في:
بقلم: أحمد عاشور
وزير الاتصال محمّد مزيان أحدث ثورة تغيير حقيقية في قطاع الصحافة والإعلام

منذ مجيء الوزير محمد مزيان على رأس قطاع الاتصال، تغيّر إيقاع العمل الصحفي وشهد الإعلام وتيرة وحركية لم يسبق وأن عرفت الجزائر مثلها من قبل، فقد أعاد الصحفي إلى مكانه الصحيح في قلب معادلة المنظومة الإعلامية القريبة جدا من الأحداث الوطنية والدولية والملاصقة لاهتمام المواطنين، ليزاول مهنته وفق معايير ناظمة ليست مجرّد حبر على ورق في شكل قرارات وتعليمات تظلّ حبيسة أدراج مكاتب المسؤولين في قطاع الاتصال مركزيا ومحليا.

الوزير مزيان رجل ميدان لا يحب البقاء في مكتبه لوقت طويل، وهو أكثر وزير اتصال في تاريخ الجزائر جسّد “الاتصال” فكرةً وقولاً وعملا، من خلال حرصه على أن يكون على الدوام فردا ضمن أسرة الإعلام، فكان إعلاميا وصحفيا مثل جميع أفرادها، يتواجد بينهم باستمرار ويسعى جاهدا لضمان خدمة إعلامية في أقصى حدود الجودة والجِدّة والجديّة من أجل تقديمها للمواطن الجزائري، عبر توفير جميع الوسائل والأدوات اللازمة لتكوين الصحفي وتأطيره وتطوير أدائه بما يؤدي إلى الارتقاء بالمهنة لمستويات أسمى، وهذا ما يدفعه ليقف بنفسه على مدى تنفيذ برنامجه الوزاري.

إنّ هذا الاهتمام لأدق تفاصيل العمل الصحفي الذي يبديه وزير الاتصال، ينسجم مع الاهتمام البالغ الذي يوليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للصحافة الوطنية ومهن الإعلام والاتصال, والتقاليد التي أرساها على غرار عقده للقاءات صحفية دورية مع وسائل الإعلام الوطنية لتنوير الرأي العام حول شؤون الجزائر المحلية وعلاقاتها الإقليمية والدولية.

وعلى هذا الدرب ووفق هذه الرؤية يسير الوزير محمّد مزيان، الذي جاب جهات الوطن الأربع وحلّ بها شخصيا ليُدير اللقاءات الجهوية للصحفيين والإعلاميين، التي كانت بمثابة منصة تجمع بين رصد تطلعات أبناء القطاع وإشراكهم في صناعة مستقبل المهنة ووضع تصور لإحداث نقلة نوعية في أدائها، وكل ذلك انطلاقا من شخصيته الجامعة المحبّة للتكاتف والتعاون وعقليته البراغماتية المعلية من شأن المصالح الوطنية على حساب أيّ مصالح أخرى.

لقد أفرزت هذه اللقاءات جملة من الخطط التي أخذ الوزير مزيان على عاتقه تجسيدها على أرض الواقع، ولعلّ من أبرزها؛ تطوير منظومة التكوين الإعلامي ومواكبة التحولات المهنية والرقمية المتسارعة, وتعزيز الوعي بأخلاقيات المهنة وتثمين الشهادة لمنتسبي المؤسسات الإعلامية وتأطير مجال صناعة المحتوى، والإسراع في تفعيل المجلس الأعلى لآداب وأخلاقيات المهنة وتحسين الوضعية الاجتماعية لمنتسبي قطاع الإعلام, وكذا تسهيل وصول الصحفيين إلى المعلومة عبر وضع منصة إلكترونية تشمل قاعدة بيانات المؤسسات.

وهذا وغيره كثير من الرؤى والتصورات ما تضمنته الاستراتيجية الواعدة التي طرحها الوزير مزيان من أجل إعادة ترتيب بيت قطاع الاتصال في الجزائر، توازيا وانسجاما مع رؤية الرئيس تبون في تعزيز اللحمة الوطنية، وذلك من خلال تأسيس جبهة إعلامية واحدة وموحدة للدفاع عن الجزائر وصورتها والتصدي لكلّ ما يُحاك ضدها من حملات إعلامية قذرة ومغرضة، لتتكفل هذه الجبهة بزيادة إنتاج المضامين الإعلامية الوطنية، بما يجعلها تتصدى للتحديات الحالية المتمثلة بشكل أساس في الهجمات المتكررة والمباشرة ضد بلادنا، و التي تبث سمومها عبر الفضاء الرقمي بغرض تنفيذ أجنداتها المشبوهة.

وفي المحصلة فإنّ ما قام به وزير الاتصال محمد مزيان خلال عهدته التي لم ينقض منها سوى وقت أجل وجيز، لا يتيح إمكانية لتقييم الأداء في العادة، هو ثورة تغيير حقيقية في قطاع الصحافة والإعلام، وهو الأمر الذي لم يعجب البعض من هواة الثورات المضادة البائسة التي تقامر بمحاولات يائسة تكلفها شرفها وسمعتها السيئة أصلا، في سبيل إيقاف عجلة التاريخ الذي يذكر الإنجازات فقط ولا يلتفت في سيره الحثيث إلى ما يحيكه أشخاص حاقدون يريدون استعادة مواقعهم التي كُنسوا منها في إطار ثورة التغيير التي أحدثها، ليعودوا من جديد إلى سيرتهم الأولى في ممارسة غواية نشر الرداءة والبؤس الذي يميّز سنوات الجدب والقحط، وحتى يعيدوا القطاع إلى نقطة الصفر أو ربما دونه بكثير، إلى عهد قطع معه الوزير مزيان نهائيا.

إنّ طريقة عمل الوزير مزيان، التي يحبّذ أداءها في صمت وبتؤدة، والنتائج التي حقّقها تؤكدها تقارير دولية محايدة، لعلّ أبرزها تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود” الذي وضع الجزائر في المرتبة 126 عالميا ضمن التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2025، من أصل 180 دولة، متقدمةً بـ 13 مركزا مقارنة بالسنة الماضية، مما يجعلها في صدارة دول الشرق الأوسط و شمال إفريقيا من حيث حرية التعبير لسنة 2025.

وتقف وراء هذه النتيجة المشرفة شخصية وزير الاتصال محمّد مزيان التي أهلته من خلال مساره العلمي والأكاديمي والمهني ليحقق هذه الإنجازات الباهرة، فهو دكتور في علوم الإعلام والاتصال له العديد من المؤلفات في تخصصه، كما أنّه دبلوماسي متمرّس شغل العديد من المناصب في وزارة الخارجية ومثّل الجزائر في عدّة دول على مدار سنوات طويلة، ما أكسبه مقدرة كبيرة على ممارسة وظيفة الاتصال، فلم يكتف بالجوانب النظرية في استيعابه لها بل حرص على امتلاك مهاراتها حتى تكتمل لديه جميع جوانبها ويصبح مؤثرا في مجاله.

رابط دائم : https://dzair.cc/8wfr نسخ