المدير الفرعي للمنظمة الدولية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية بباريس في حوار حصري لـ”دزاير توب”: المغرب يستغل شعبه و قضية الصحراء الغربية  للحفاظ على العرش والملك

كحلوش محمد

تعتبر القضية الصحراوية في الآونة الأخيرة حديث معظم الهيئات الدولية والإقليمية، لما تكتسيه من طابع جيوسياسي واقتصادي، بخلفيات يعلمها الخاص ويجهلها البعض.

وفي هذا الصدد، قام موقع “دزاير توب” بإجراء حوار مع المدير الفرعي للمنظمة الدولية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية بباريس الدكتور محمد بن خروف حول الصحراء الغربية وآخر التطورات وكذا الأسباب الخفية والمعلنة منها.

بداية، ألا تتفق معي في أن المسألة أعمق بكثير مما يتصور البعض وتتداخل فيها مصالح حيوية لبعض الدول ورهانها على تحييد المنطقة بأكملها من لعب أي دور مستقبلا والحيلولة دون اتحاد مغاربي شمال إفريقي قوي ؟

أحييك، هذا هو الوجه الآخر للقضية التي أصبحت ملفا سياسيا واقتصاديا تتلاعب به بعض الدول الأوربية ذات الفكر الإستعماري لإبقاء المنطقة تحت السيطرة تتجاذبها الأطراف الخارجية لكي لا تسمح بتوحيد المنطقة التي قد تصبح قطبا مهما ضمن كوكبة الدول المتقدمة في ظرف وجيز، إضافة إلى المشروع الصهيوني الذي يريد الإنتقام من الجزائر لمبادئها الراسخة في دعم ونصرة القضية الفلسطينية .

قبل الحديث عن المستجدات الأخيرة هل يمكن أن تعود بنا إلى بدايات القضية؟

القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار بتصنيف الجمعية العامة للأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي وكذا الإتحاد الأوربي ،قاوم الصحراويون الاستعمار الإسباني وعند انسحابه من الأراضي الصحراوية التي رسمت حدودها الخرائط الجغرافية سلّم السلطة للمغرب في خطوة مفاجئة وقام الملك الحسن الثاني رحمه الله بما سمّي آنذاك بالمسيرة الخضراء وفرض الأمر الواقع على الصحراويين وحدثت معارك ومجازر راح  ضحيتها شعب أعزل أصبح بين قتيل ومشرد ولاجئ وانطلق كفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره تحت لواء جبهة البوليزاريو.

وتم إعلان الجمهورية العربية الصحراوية التي هي عضو مؤسس للإتحاد الإفريقي ودخلت المنطقة في حرب ضروس مما جعل المجتمع الدولي يتدخل ويفرض وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات مباشرة تنفيذا لقرار مجلس الأمن سنة 1991 وتم قبوله من الطرفين وبقي القرار حبرا على ورق منذ ذلك الحين .

موقف الجزائر كان من البداية داعما للشرعية الدولية ومع حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ولكن النظام المغربي له رأي آخر إلى ماذا يرجع ذلك في اعتقادك دكتور ؟

موقف الجزائر دائم وثابت يستلهم روحه من روح مبادئ نوفمبر الخالدة في حق حرية الشعوب ومناهضة الاستعمار مما جعل منها قبلة للأحرار فساندت كل حركات التحرر في العالم سواء في إفريقيا أو آسيا وفي كل مكان حتى تيمور الشرقية ساندتها الجزائر، هذا ما لا يريد النظام الملكي المغربي فهمه الذي أعتقد أن فهمه الحرية يختلف عن فهمنا و بقى يؤمن بأكذوبة تاريخية هي بالأساس مشروع فرنسي صهيوني لإبقاء المنطقة تحت السيطرة.

في تصورك ما هي مصلحة المغرب في استمرار هذا الصراع؟

الطمع في ضّم الصحراء الغربية ويصبح همزة وصل بين إفريقيا وأوروبا من جهة ومن جهة أخرى قد تزداد مطامعه لضّم بعض المناطق الغربية الجزائرية وجنوب موريتانيا حتى السنغال حسب ما تم ّإعداده أيام الراحل محمد الخامس

وهل في استطاعة المغرب تحقيق ذلك في ظل الظروف الراهنة والواقع المغربي المتأزم؟

لا يستطيع بقدر ما يخدم المخططات الفرنسية الصهيونية

إذن الصراع له أبعاد أخرى تتجاوز طموحات المغرب ؟

بكل تأكيد، وأتمنى أن يعي الشعب المغربي الشقيق أبعاد اللعبة

في اعتقادك دكتور، ما الذي يجعل المغرب يقوم بهذا الدور البائس؟

حفاظا على العرش .. على الملك..

هل يمكن أن توضح لنا ملامح الصراع الخفي حول هذه القضية؟

ما يمكنني تأكيده هو تجاذب المصالح الأجنبية في المنطقة من جهة أمريكا وفرنسا والكيان الصهيوني والإمارات.

الجزائر مستهدفة؟

لا يريدون للجزائر أن تستقر لأنها عملاق نائم.

هل في رأيكم الجزائر تشكل تكتلا يضم الصين وروسيا وتركيا في وجه هذه الأطماع ؟

بالضبط، وهذا ليس وليد اليوم بل يعود لسنوات الثورة وأيام الحرب الباردة.

كيف ترى مستقبل العلاقات الجزائرية المغربية مستقبلا؟

أتمنى أن تتغلب لغة الحكمة والعقل والحوار الهادف واحترام الشرعية الدولية لخل هذه القضية التي طال أمدها وتعيق بناء مغرب عربي موحد تتنقل شعوبه ببطاقة تعريف مغاربية بكل حرية وبناء قطب سياسي اقتصادي بامتياز يجعل من المنطقة قوة اقتصادية هائلة لما تتوفر عليه من مقومات في كل المجالات .

كسؤال أخير دكتور، ألا تعتقد أن النخب المغاربية لا تلعب دورها فيما يجري ؟

للأسف النخب في كل البلدان العربية أصبحت في خبر كان لأن المجتمعات العربية جلها أصبح المثقف فيها يعاني من التهميش والإقصاء فيفضل الصمت ومنهم من يتجرأ ويقول الحقيقة وهم قليلون ولكن التاريخ سيشهد على شجاعة مواقفهم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان.

شكرا دكتور على سعة صدرك وقبولك لهذا الحوار

العفو ممنون لكم أستاذ.

حاوره : سعيد عياشي

شارك المقال على :