عندما تكون وفيا ستقول الكثير… بقلم الإعلامية التونسية فريهان طايع

فريهان طايع

من أخبركم بكون الوفاء يجب أن يندثر من قاموس البشرية لأنه لا يواكب التطورات، ومن أخبركم بأنه متعب لأصحابه، للأشخاص الذين يلتزمون به، لكن هل تعلمون أن الوفاء جميل جدا وأنه من أرقى الصفات في الوجود.

الوفاء جميل جدا لأنك في هذه الحالة وفي هذه اللحظة الزمنية لن تكون مخلصا لحبيبك أو صديقك أو مبادئك أو أهلك بل ستكون مخلصا لنفسك، لأنك مازالت إنسان تملك ضمير، لأنك ما زالت إنسانا له مشاعر ولأنك في هذه اللحظة ستكون إنسانا مخلصا في وجوده مع نفسه ومع الآخرين.

كم هو جميل شعور الوفاء سواء كان لوعد أو لعهد أو لقريب أو حتى بعيد أو حبيب أو صديق أو حتى لكلمة تعني الكثير بالنسبة للآخر

الوفاء كلمة جميلة جدا تحمل في طياتها العديد من المعاني القيمة والنبيلة وكأنها رسالة تقول من خلالها: لن أنسى معروفك لن أجعلك تراني خائنا بل دائما ما سترى أعمالك الطيبة من خلال نظرات عيوني، ستجدني وفيا لكلماتي ووعودي ولن أخيب ظنك ولن أخذلك ولن أجعلك تراني كسائر الناس ممن مزقوا قلبك وحطموا آمالك وسببوا لك جراحا لا زالت تنزف.

نعم عندما تكون وفيا ستقول الكثير لأنك سوف تكون المضمد لجراح وليس كاسرا للخواطر، هذه الصفة نحن بحاجتها في حياتنا اليومية، نحن بحاجتها في كل جوانب الحياة لأنها مثل الأكسجين الذي نحتاجه كي نتنفس ونعيش، لأننا بدون الآخرين وبدون المشاعر الطيبة لا يمكننا الاستمرار بل ستصبح نظرتنا للدنيا من منظور آخر، من منظور مدمر لكل كياننا الإنساني والوجودي.

فالوفاء هو المحفز على الاستمرارية لأن صاحب هذا المبدأ يقول من خلال التزامه الكثير وكأنه يقول لك: لا تقلق أنا لا أشبه الغير، لن أكسر قلبك بل هذه الدنيا مازال فيها الخير وسأكون وفيا ومخلصا حتى لهذه الكلمة، لأن هذا هو معنى الوفاء الحقيقي والصادق.

أرجوكم كونوا أوفياء ولا تخذلوا لأن الخذلان مؤلم جدا، حتى عندما تتعهدوا بكلمة التزموا بها، تخيلوا في هذه اللحظة عندما لا تلتزمون بوعودكم وكلماتكم كم سوف تتسببون في المقابل للآخرين من جروح وكسر للخواطر، تخيلوا شعور ذلك الشخص وهو حزين بسبب عدم وفائكم.

كونوا أوفياء ومخلصين وخاصة لمن كانوا صادقين معكم، لأن هذه الدنيا تدور وسيأتي يوما ويأتي الدور عليكم وستتذوقون من نفس جرعة المر.

لأن هذا قانون الدنيا فكل شخص سوف يتذوق من نفس الملعقة التي أوجع بها غيره.

إياكم والظلم، عندما تكون غير وفي فأنت ظالم والظلم قد حرمه الله حتى على نفسه.

شارك المقال على :