أبواق المخزن تزعم بأن الجزائر لا تملك الشجاعة لمواجهة بلادهم … وخبراء عسكريون يحذرون المغرب من مغبة دخول حرب نتيجتها الخسارة وفي وقت قياسي  

كحلوش محمد

زعمت وسائل الإعلام المغربية نقلًا عن خبراء عسكريون بأن الجزائر لا تمتلك الشجاعة لدخول حربًا مع المغرب، مؤكدة أنه “إذا ما كانت هنالك حرب فستكون مع الجزائر، وأن الاحتمال لا يتجاوز نسبة 50 في المائة؛ فيما “لا وجود للاحتمال مع “البوليساريو”، إذ سيمسحها المغرب في ظرف أربع وعشرين ساعة”.

وأبرز موقع :هيسبريس” المغربي على لسان الخبير أحمد نور الدين أن “الجزائر تتحاشى الأمر لحسابات دولية وجيوإستراتيجية، وأيضا نظرا للظرفية داخل الجزائر وضبابية الأوضاع داخلها”.

وأردف: “الجزائر فرضت سباقا نحو التسلح منذ عشر سنوات، والمغرب قام بتحديث القوات المسلحة الملكية ورفع جاهزيتها عبر المناورات التي يجريها سواء مع الدول الأوروبية أو في إطار الأسد الإفريقي مع أمريكا”.

يحدث ذلك بالرغم من أن المغاربة يخشون احتمال اندلاع حرب مع الجزائر في أي لحظة لإقتناعهم بأن ميزان القوى العسكرية ليس في صالح بلادهم و أن أي حرب قد تزيلهم من الوجود.و يؤمن المغاربة بأن بين الجزائر و المغرب حربًا باردة منذ عقود حدث و أن تحولت إلى حرب “ساخنة” باستعمال الأسلحة في 1963 و 1975 و أن الظروف تغيرت و جزائر 1963 الفتية التي لم يمر عام على استقلالها ليست هي جزائر 2020 القوة العسكرية الثانية في إفريقيا و الثالثة في الوطن العربي و رقم 28 عالميًا و أن أي حرب مع جيشها القوي و المحترف سيكون ضربة قاضية و بمثابة انتحار لمن تسوّل له نفسه مقارعته.

التوتر بين البلدين موجود منذ سنوات خلت حول عدد من الملفات القديمة، وأبرزها: استمرار غلق الحدود البرية، وتغذية الانفصال في الصحراء، والتنافس حول الزعامة الإقليمية”، ما يجعل البلدين يعيشان على وقع “حرب باردة طويلة الأمد، تفيد أن النزاع بنيويٌّ في العلاقات بينهما.و رغم تيقن المغاربة بأنّه من غيرِ المرجح أن تؤدي عناصر التوتر الجديدة، والتّصعيدات الإعلاميّة والسياسيّة، إلى الإخلال بنظام التوازن بين البلدين”؛ بسبب “قدرة الطرفين، طيلة عقود ماضية، على ضبط التوتر في حده الأدنى، بالمقارنة مع مناطق أخرى من الشرق الأوسط على سبيل المثال.

ومن بين الكوابح التي ترجح عدم حدوث “انفلات الأوضاع نحو مواجهة شاملة بين البلدين”، التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا على البلدين، التي يمكنها الإسهام في تعزيز التوترات بين المجتمع والسلطة في كل دولة، بسبب ارتفاع البطالة إلى 15 في المائة، وإغلاق آلاف المقاولات الصغرى والمتوسطة، وانخفاض الناتج الوطني الإجمالي بنسبة 3,9 في المائة.

لكن التنافس المحموم بين البلدين الجارين على الإنفاق العسكري ،يؤكد-وفقًا لتقارير إعلامية- أن الجزائر والمغرب تقومان بتقوية ترسانتهما العسكرية تحسبًا لجميع الاحتمالات ومنها نشوب الحرب بينهما. فالجزائر أكدت أن تصاعد وتيرة الإنفاق على العسكر وآلياته راجع إلى خطة مسبقة كانت قد أعلنت عنها عام 1999، تحت عنوان “تحديث الجيش الوطني الشعبي”، ومعلوم أن من مستلزمات تحديث أي منظومة عسكرية هو الإنفاق على تجديد معداتها، الأمر الذي يجعل تصاعد الميزانية العسكرية أمرًا بديهيا، بل مبررًا.

كما أن الحرب على الإرهاب، والتهاب الحدود وانتشار القلاقل الأمنية في دول الجوار كل ذلك يفرض الاستمرار في الرفع من المبلغ المخصص للميزانية العسكرية، قصد تأهيل البنية البشرية واللوجستيكية للجيش الجزائري. لكن المغاربة ينظرون للتسلح الجزائري القوي بعين الشك والريبة والتخوف اعتقادا منهم بأن المغرب هو المعني بذلك والمستهدف رقم واحد،بالرغم من أن المغرب هو الآخر راح ينافس الجزائر في تسليح جيشه دون تبريرات مقنعة مقارنة مع الجزائر التي عاشت في العقدين الماضيين بحبوحة مالية كبيرة عكس المغرب الذي اقتصاده ضعيف. فلماذا؟.

مسؤول عسكري مغربي: “منذ أربعة عقود ونحن نواجه تهديدات من الجزائر”

الرد كان من مجلة ماروك إيبدو  التي أوردت تصريحًا لمسؤول عسكري مغربي –دون أن تورد اسمه ومرتبته– يقول فيه مبررًا انسياق المغرب نحو زيادة الإنفاق العسكري: إن هذا رغما عنا “فمنذ أربعة عقود ونحن نواجه تهديدات هذا البلد الجار” في إشارة إلى الجزائر.و يُعتبر الموقف الجزائري من الصحراء الغربية هو جوهر الخلاف الذي يفسر تسابق المغرب مع جاره في هذا الإنفاق الباذخ على منظومته العسكرية.

فقد كشف تقرير صدر في 2009 عن مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية (واشنطن) أن الإنفاق العسكري للبلدين أخذ يتضاعف في السنوات الأخيرة حتى أضحى كما يقول التقرير “يشكل القسط الأكبر من الميزانية العامة. تصل بالنسبة لكل منهما إلى أزيد من 15%, كما تفوق 5% من الناتج الداخلي الإجمالي لهما”.

خبراء عسكريون :” أي حرب بين الجزائر والمغرب سيكون فيها الحسم والنصر حليف الجزائر وفي زمن قياسي”

بفضل ترسانة عسكرية وتكنولوجية بنتها الجزائر بحرص منذ 1962، حيث استغلّت جزءًا كبيرًا من عائدات ثرواتها النفطية والمعدنية في عمليات إنفاق ضخمة لبناء أقوى جيش في المنطقة، فهي المورد الأفريقي الرئيس للنفط والغاز إلى أوروبا، بجانب كونها جهة فاعلة أمنيا في مناطق غرب الصحراء الكبرى وسواحل البحر المتوسط الشمالية وكذا الحدود الجنوبية مع الغرب الأفريقي “النيجر ومالي”، وهي مناطق نفوذ فرنسية فائقة الأهمية.

الجزائر القوة العسكرية الأولى في منطقة المغرب العربي والثانية إفريقيًا والثالثة عربيًا ووفقًا لخبراء عسكريون فإن أي حرب بين الجزائر والمغرب سيكون فيها الحسم والنصر حليف الجزائر وفي زمن قياسي.

مجلة “الجيش” : “أطراف قامت بتهديد أمن المنطقة وعلينا الاستعداد لمواجهتها”

جاء في افتتاحية مجلة “الجيش” الصادرة عن وزارة الدفاع الوطني لهذا الشهر بأن الوضع الإقليمي على طول الحدود الجزائرية مترد، والجزائر معنية بهذا الوضع ويملي عليها واجب الاستعداد لمواجهته، بالنظر إلى الالتزامات الإقليمية التي يفرضها عليها دورها المحوري في المنطقة، إضافة إلى مبادئها التي ترتكز على نصرة كل القضايا العادلة.

وجاء في افتتاحية المجلة لعدد شهر ديسمبر الجاري، أن “الوضع الإقليمي المتردي على طول شريط حدودنا وقيام بعض الأطراف مؤخرا بتهديد أمن المنطقة، وإن كان غير مباشر، يعنينا وعلينا الاستعداد لمواجهتها”.

وأوضحت الافتتاحية بأن مواجهة هذه التهديدات أمر يتحتم على الجزائر كونها “لها التزامات إقليمية يفرضها دورها المحوري إضافة إلى مبادئها التي لا تحيد عنها والمتمثلة في نصرة كل القضايا العادلة”.

وقالت المجلة في افتتاحيتها أيضا: “إن مواجهة هذه المخططات العدائية التي تستهدف بلادنا يستدعي بالضرورة أن يدرك شعبنا حقيقة الأهداف الخفية التي تحاول الجهات المعادية لبلادنا تحقيقها”، ودعت إلى “الالتفاف حول قيادة البلاد لإحباطها، وعلى هذا النحو سيكون بوسع شعبنا إفشالها كما كان عليه الأمر في كل مرة حاولت فيها هذه الدوائر المعادية النيل من بلادنا”.

وأشارت المجلة إلى ضرورة “رص الجبهة الداخلية وتعزيزها بما يمكن من إحباط كل المخططات العدائية المفضوحة والحملات الإعلامية المغرضة التي تحركها دوائر معادية ومعروفة، تريد عبثا استهداف وحدة الشعب، ومن وراء ذلك التوجه الوطني الصادق السدس والشجاع الذي تبنته السلطات العليا للبلاد”.

وجددت المجلة التأكيد على أن الحفاظ على جاهزية الجيش العملياتية “وتأهبه الدائم تنفيذا لمهامه الجوهرية المتمثلة في التأمين الشامل لحدودنا وصون حرمة البلاد والدفاع عنها ضد كل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء المساس بها”.

وتعرف الحدود الجزائرية تدهورا غير مسبوق، على غرار ما تعرفه منطقة الساحل خاصة في مالي، وما تعرفه من انتشار للجماعات الإرهابية وشبكات التهريب للسلاح والمخدرات، وأيضا الحرب في ليبيا، ومؤخرا عودة الحرب إلى الصحراء الغربية بعد أحداث الكركرات، ما يفرض على الجزائر تحديات كبيرة خاصة على صعيد تأمين حدودها الطويلة المقدرة بـ6643 كيلومترًا.

عمّــــار قـــردود

شارك المقال على :