الدكتورة الأخصائية فرحي عبير في حوار لـ” دزاير توب”: على الطبيب التحلي بالصدق والأمانة وتحمل المطبات والصعاب

كحلوش محمد

تعد الدكتورة فرحي عبير من أنجح و أبرز الدكاترة المختصين في جراحة النساء و التوليد، بفضل تمكنها و أخلاقها المهنية و نزاهتها و ضميرها الحي ،احتلت مكانة قيمة وسط أقرانها من الاختصاص والتالي نص الحوار القيم الذي خصت به موقع “دزاير توب”

بعد التحية و السلام ،

هل يمكن للدكتورة الفاضلة أن تعرف بنفسها؟

تحياتي و سلامي المتبادلين أما بعد، الطبيبة فرحي عبير مختصة في أمراض وجراحة النساء والتولي مواليد 14 جوان 1979 خريجة جامعة الجزائر. كنت دائما جادة ومجتهدة في دراستي منذ صغري وكرمت على مستوى ولايتي في جميع الشهادات حيث كنت احتل والحمد لله وبتوفيقه المرتبة الأولى دائما ، واصلت اجتهاد حتى في الجامعة لأكون أولى الطلاب في اختصاصي؛ ما زاولت مهنة الطب منذ سنة 2003 ؛ تقريبا عشر سنوات منها كانت في الجزائر العاصمة ثم انتقلت لولاية تبسة

مهنة الطب من أصعب المهن لماذا اخترتيها من بين سائر المهن و لما هذا الاختصاص بالذات ؟

الدكتورة فرحي: أحببت الطب من صغري و يستهويني الطبيب و الطبيبة كذلك، الطب مهنة نبيلة فيها يتعافى العليل و يشفى المريض و تنقذ فيها الأرواح، المجتمع و الحياة يحتاجان هاته الفئة المهمة لتتوازن الحياة و لطالما تألمت لتألم المريض و أحسست به كل ما اعتل أو شكى خطبا ما و هذا من أهم الدوافع التي حفزتني على دراسة الطب.

وعن اختياري الإختصاص أقول أن خلال مزاولتي لدراسة الطب تفرعت هاته الأخيرة لتشمل اختصاصات و تفرعات أخرى منها طب النساء، شدني هذا الاختصاص خلال دراستي و أحببته لأنه شامل لعدة تخصصات و يحتوي على كثير من التفرعات و التشعبات بالتالي هو شامل و لأن تشخيص الحالة فيه فوري لا يستدعي وقتا مع توفر التقنيات اللازمة ، لذا قررت إتمامه و المضي فيه لأمتهنه وكون المرأة مساندة للمرأة كذلك.

ما هي أصعب حالة صحية مرت عليك ؟

الدكتورة فرحي: معروف أن مهنة الطب تقابل فيها عديد الحالات الصعبة المستعصية منها و السهلة الواضحة و يظهر ذلك من خلال التشخيص و الاطلاع على الوضع الصحي العام للحالة التي تكون بين أيدينا، مرّت علي شخصيا حالات صحية حرجة و أكثرهن أثرت في نفسيتي و آلمتني هي حالة إحدى المريضات الحوامل التي تعاني من مرض السرطان ، فالحقيقة و أنا أقوم بتوليدها تسبقني العبرات و الذكر و طلب السكينة من الله تعالى ، سبحان الله وحال الدنيا جسد ينخره السرطان في حالاته الأخيرة الحرجة يستقبل روحا جديدة من دمه و لحمه تكمل مشوار الحياة الطويل.

كما أسلفت الذكر هنالك حالات حرجة عديدة و كثيرة لا يسعنا المقام لذكرها كلها.

تعدين من الطبيبات المعروفات و المقبل عليهن بكثرة في المنطقة و تمت استضافتك إعلاميا كذلك ما هو سر هذا التميز و ما هي والأخلاقيات التي ترين أن على الطبيب التحلي بها؟

الدكتورة فرحي: الحمد لله الذي وفقنا لنكون سندا للمجتمع بما ينفع الناس و يفيد المجتمع و الحمد لله أنني تمكنت من كسب ثقة المريض و إعانته على ما يشكو منه ، فالإنسان قبل أن يكون طبيبا عليه أن يكون متخلقا متحليا بالأخلاق الفاضلة و حسن معاملة المريض و التخفيف عنه بكلمات و عدم تصعيب تفسير التشخيص عليه حتى و لو كان خطيرا يجب عدم تهويل الوضع والحفاظ علي نفسيته، كما أنني شخصيا أضحي بالكثير من وقتي مع أبنائي وعائلتي وحياتي بالبيت الأسري وأحاول قدر المستطاع التوفيق بينهما.

على الطبيب كذلك التحلي بالصدق و الأمانة و النزاهة في أداء مهنته بينه و بين نفسه و بين مريض وبين ربه ليكون رزقه حلالا و يبارك الله فيه و في بنيه فيؤدي ما عليه على أكمل وجه و يتحلى بالصبر والجلدة و تحمل المطبات.

تتحدى المرأة الجزائرية عدة صعوبات لترتقي بالعلم و بمكانتها العلمية ، كيف ترين واقع المرأة العاملة في الجزائر؟

الدكتورة فرحي: استطاعت المرأة الجزائرية خصوصا عقب الاستقلال إثبات نفسها و وجودها في المجتمع سواء كانت متعلمة أو غير متعلمة فالمرأة اليوم تتحدى الرجعية و التخلف و تقتحم مجالات الحياة كلها محاولة الموازنة بين حياتها الشخصية و حياتها المهنية و المدرسية ، و قد تفوقت النساء في المجال الدراسي لتزاولن مختلف المهمن حتى الصعبة منها و عاما بعد عام نجدها اقتحمت مجالا آخرا فمؤخرا نجدها رئيسة ، وزيرة، رائدة فضاء… فالحقيقة أن أي مهنة لم تعد صعبه على المرأة الجزائرية ، لا ننسى بالذكر المرأة العاملة المتزوجة التي ترعى بيتها و أبناءها و تتعب داخل عقر دارها و خارجها كذلك راسمة معالم التميز و التكامل في مجتمعنا الجزائري المحافظ، لا يمكننا أن نذكر مجهودات المرأة دون الإشادة و التحية للنساء صاحبات الحرف اللواتي يمتهن أنواع الحرف فتجدهن فلاحات و خياطات و طباخات .

نشكرك على الوقت القيم الذي سرقناه منك و على الحوار الشيق الذي نورتنا به و نتمنى لك كل التوفيق و مزيدا من النجاحات، يمكنك التفضل بكلمة أخيرة

الدكتورة فرحي: أشكرك جزيل الشكر و أتمنى لك التوفيق كما أدعو الله عز وجل أن يحفظ وطننا و يرفع عنا وباء الكورونا إلى ذلك الحين على الجميع الحيطة و الحذر و اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة و شكرا.

حاورتها : هاجر ميموني

شارك المقال على :