في حوار حصري لدزايرتوب…روان ودان: الإبداع والشغف الذي نسجته في صفحات إصداراتي يظل يمثل مصدر فخر بالنسبة لي

صوفيا بوخالفة

الكاتبة، الروائية والصحفية ريان ودان، تكشف في حوار حصري مع دزاير توب، عن أولى بداياتها، وتروي عن رحلتها الاستكشافية في المجال الأدبي بأدق التفاصيل.

في البداية، من هي الكاتبة روان ودان؟

ودان روان نجاة، من مواليد بلدية عين الحديد ولاية تيارت ، شغفي يتنوع بين كوني كاتبة روائية تتسم بخيال مفعم وصحفية تسعى لرصد أحداث الحياة بدقة، و مترجمة تنقل الكلمات بين اللغات، ورسامة تستخدم الفن للتعبير عن عوالم مختلفة، وهاوية للكثير من الأشياء.

 

كيف كانت بدايتك مع أولى حروفك ؟

بدأتُ رحلتي مع أولى حروفي كمُغامرة، انطلقت الكلمات كأفكار طاغية، كل حرف يشكل لوحة فنية، رحلتي لم تكن مجرد تكوين لجمل، بل كانت رحيق يتساقط من زهور الخيال، رحلة كمحاولة لتقديم قطعة صغيرة من العالم الذي يدور في داخلي، كانت هذه الحروف هي أصدقاء يواكبونني في رحلتي لفهم الحياة والتعبير عما يدور في عقلي، كل حرف كان له صوته الخاص، وكل كلمة كتبتها كانت خطوة صغيرة نحو فهم أعماقي ومشاركة تلك الأفكار مع الآخرين.

من كان الداعم لك للمواصلة في هذا المجال؟

والداي وصديقي محمد الأمين السند الأول والأخير، لم يكونوا فقط داعمين لي بل كانوا مصدر قوتي عندما شكت الطريق، كلماتهم كانت كلمات حب وثقة، حملت في طياتها إيمانًا بقدرتي على تحقيق طموحاتي في هذا المجال، بفضلهم، استمريت في الكتابة والتعبير عن أفكاري، كانوا دائمًا جناحين يرافقانني في رحلتي الإبداعية، كانوا مصدر الطاقة الذي دفعني لاستكشاف حدود إمكانياتي، كانوا كلمة حكيمة تنير الطريق، وكل عناق كان له قوة تجعلني أكمل رحلتي بشغف وإصرار، لهم كل الشكر .

 

عرفي لنا إصداراتك ؟

حتى لا تكوني عادية ” في أكثر من كلمة وفي أكثر من صفحة، تأخذنا في رحلة فريدة لاستكشاف جمال المرأة بأبعادها المتعددة، هذا الإصدار ليس مجرد كتاب، بل صرخة فنية تعبر عن تألق وقوة المرأة، خاصة المسلمة، وترفع قضاياها إلى أبعد الحدود.

في “الثانية عشر بتوقيت الألم”، تحفر كل قصة عميقًا في لحظات الحياة الاجتماعية، تقدم دروسًا تترك أثراً عميقًا في نفوس القراء. القصص ليست مجرد حكايات، بل تنقل تجارب البشر بكل تفاصيلها، مع تركيز على العبرة التي تتجلى في نهاية كل صفحة.

“لو لم نلتقي” تأتي كرواية تجسد الواقع بشكل صادق وعاطفي. تنسجم حبكتها مع تجربة شخصية، تجسد عالمًا يتداخل فيه الألم والأمل، وتجعل القارئ يعيش كل لحظة من حياتي .

أما في الإصدار المترجم إلى اللغة التركية “tanışmasaydık” يعزف الكلمات بنفس الإيقاع والعاطفة، يأخذ القارئ إلى رحلة أدبية تتسم بالغنى والعمق . يكون هذا الإصدار جسراً ثقافياً بين العربية والتركية، يتيح للقارئ استكشاف عوالم متنوعة بأسلوبه الخاص، لكنه ليس لعامة القراء .

حقيقة هل أنت راضية عن إصداراتك؟

نعم، بلا شك، أنا راضية عن إصداراتي، تلك الكلمات والقصص التي خلقتها تعكس جهداً مخلصاً وشغفاً يتجلى في كل صفحة، يسرني أن أرى كيف تصل كل فكرة وكلمة إلى القلوب والعقول، وكيف تبني جسوراً بين القارات والثقافات، تكون رضى القراء هو أعظم مكسب، وأنا متحمسة دائماً للمزيد من التعبير والمشاركة في عالم الكلمات والفن .. إن رؤية تأثير القصص على القراء وكيف تلامس أرواحهم تمثل أكبر مكسب.

 

الإبداع والشغف الذي نسجته في صفحات إصداراتي يظل يمثل مصدر فخر بالنسبة لي، ومع كل صدى يصلني من القراء والمحبين للكتب، ينمو إحساس الرضى والتحفيز للمضي قدما في مسيرة الكتابة والتعبير.

 

من هم الكتاب الذين تأثرت بهم في بداياتك ومن الذي يشدك كثيرا؟

في بداياتي، تأثرت بروح الروائي الكبير جبران خليل جبران، حيث كانت كلماته تتراقص على أوتار قلبي وتفتح نوافذ لعوالم لا نهاية لها، كانت كتبه تمثل لي مصدر إلهام وتجلب السلام لروحي،

نجيب محفوظ ، طه حسين ، محمود درويش ..

و من الكتاب أيضا “فيودور دوستويفسكي”، الذي قام بخلق أعمال أدبية رائعة مثل “الجريمة والعقاب” و”الأخوة كارامازوف” .. أيضاً، “جورج أورويل” يعتبر واحدًا من العظماء في كتابة الروايات والأدب. روايته الشهيرة “1984” و”مزرعة الحيوانات” تعكس رؤيته الفريدة للسياسة والسلطة.

أما اليوم، يشدني بشدة التعبير العاطفي للروائي الكولومبي العظيم” جابرييل غارسيا ماركيز”. رؤيته الفريدة للحياة، وكتاباته التي تجمع بين السحر والواقع، تجعلني أغوص في عمق تفاصيل كلماته وأستمتع بتجربة أدبية تتخطى الحدود.

 

ماذا يمكنك القول عن هذا المجال، وما هي النصيحة التي تقدمينها للمبتدئين؟

عالم الكتابة مملكة سحرية تتيح للكتاب استكشاف أغوار الإبداع والتعبير. هنا، تصبح الكلمات فرشاة لرسم لوحات حية . قوة اللغة تظهر بوضوح في كيفية تشكيل الأفكار ونقل العواطف.

في هذا المجال، يمكن للكتّاب تشكيل عوالم من خيالهم وتحويل العادي إلى ملهم. يمكنهم نقل تجاربهم الشخصية وتأثيرها على القرّاء. و القدرة على صياغة الجمل ونقل المشاعر هي فن يتطلب الاستمرارية والتطوير المستمر.

هناك أفق لا نهائي ينتظر المبتدئين ليستكشفوا تفاصيله، وكل كلمة تكتبها تكون جزءاً من هذا المغامرة الإبداعية.

المجال الأدبي يشبه رحلة استكشاف، تقود الكلمات المبتدئين إلى عوالم غنية بالأفكار والمشاعر. النصيحة هي أن يبتدئوا بالاستماع إلى صوت أنفسهم ،لا تخشوا التجربة والابتكار، فكل كاتب يجب أن يمر بمرحلة التجربة والاكتشاف. أنصح ايضا بالمطالعة أولا و أخيرا.

الكتابة رحلة شخصية، ولكن لا تنسوا الاستماع لآراء الآخرين والتعلم منها. استفيدوا من كتب أدبية متنوعة وتذوقوا أساليب مختلفة لكتّاب مشهورين. اتقوا الفشل، فهو جزء لا يتجزأ من مسيرة الكتابة.

في النهاية، اكتبوا بشغف وصدق، فالكتابة تنبع من القلب وتصل إلى القلوب.

 

هل مكنتك مواقع التواصل الاجتماعي مع التطور الحاصل من الترويج لإصداراتك والتعرف على المعجبين بكل ما تكتبين بالإضافة إلى بناء صداقة في هذا المجال ؟

نعم، مكّنتني وسائل التواصل الاجتماعي من توسيع دائرة تأثيري والتفاعل مع محبي الكتابة. بفضل هذه الوسائل، تحولت عملية التسويق لإصداراتي إلى تجربة تفاعلية وثرية. تصبح صفحاتي مساحة لمشاركة الأفكار والحوارات.

عبر التفاعل اليومي، بنيت صداقات قوية مع محبي الكتابة والأدب.

تتيح لي هذه المنصات الفرصة لفهم توقعات القرّاء والتفاعل مع مرئياتهم. كل تعليق وكل رسالة تمثل لي تحفيزًا إضافيًا للمضي قدما وتقديم الأفضل.أستمد إلهامًا لأفكار جديدة ومشاريع مستقبلية.

يكمن سر تأثير وسائل التواصل في تقديم فرصة لاكتساب تفاعل فوري ومباشر.

ببساطة، هذه المنصات تشكل جسرًا بيني وبين محبي الثقافة و الأدب ، تحول التفاعل الافتراضي إلى روابط حقيقية وتجعل كتابتي تنبعث حياة في أرجاء العالم الافتراضي والحقيقي.

 

هل هناك أي اصدارات أنت بصدد التحضير لها ؟

نعم هناك إصدار بعنوان “الأوقات الملائكية” وإصدار آخر سأعلن عنه لاحقا قيد النشر، ليس فقط إصدار بالنسبة لي لكن لقاء بين قلبي و أرواحكم .

يتسم بروح التحدي والبحث عن الجوانب الإنسانية في قالب فني. تحمل هذه الأعمال توقيعًا شخصيًا يحاول تحفيز التفكير والتأمل.تعكس كلماتي الجديدة تطورًا في أسلوبي الأدبي، وتهدف إلى تحفيز الخيال واستثارة العواطف.

 

ننتقل إلى مجال الصحافة ماذا يمكنك القول عن هذا المجال وكيف كانت بدايتك فيه؟

عالم الصحافة يشبه ساحة مفتوحة لاستكشاف الحقيقة ونقل الأحداث بروح الإلهام. كانت بدايتي في هذا المجال تحديًا محمومًا بغوصي في أعماق التحقيق وأنقب في خبايا الأحداث. كأديب يقدم أدق التفاصيل، كفيلم يجسد مغامرة الكشف والتحقيق.

تأثرت بعظماء الصحافة والكتّاب الذين استطاعوا ترجمة الوقائع إلى لغة تلامس القلوب. بدايتي محطة لتقوية رؤيتي وتطوير قدراتي في توصيل الأخبار بشكل يثير الفضول ويشعل النقاش.

أجد الصحافة ليست مجرد مهنة بل رحلة مستمرة لاكتشاف الحقيقة ومشاركتها بأسلوب يلهم ويلامس الواقع بكل تفاصيله.

كلمة أخيرة

أيها القارئ العزيز، تلتقي هنا أرواحنا لنرقص على أنغام الكلمات. تتناغم صفحات الموقع مع حكايات الحياة، وأنت، تأخذ دور الراقص في هذا الباليه الأدبي.

فلتكن الكلمات قاربكم في بحر الفهم والتواصل. فكلمة يمكنها تغيير العالم ، وأنتم حملة تلك الكلمات.

لفريق دزاير توب ، شكرًا على أن تكونوا حاملي رسالتنا وسفراء أفكارنا و تحفيز الحوارات التي تثري العقول

في كل حرف وكل صفحة، نحن نخلق تاريخًا مشتركًا. بكل تقدير وامتنان، أتمنى لكم مستقبلًا مشرقًا ومليئًا بالنجاح والتألق.

مع خالص التحية

دمتم في رعاية الله و حفظه و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

شارك المقال على :