طارق العابد لدزاير توب: “مريغل سمارت” توفر برمجيات متطورة وتسعى للمساهمة في رقمنة مختلف القطاعات

كحلوش محمد

تطرق الرئيس المدير العام للمؤسسة الناشئة “مريغل سمارت” طارق العابد، في تصريح لموقع دزاير توب الاخباري، إلى مشاريع مؤسسته المنجزة، والأخرى التي هي في طور الإنجاز، وما مدى مساهمتها في تطوير الاقتصاد الوطني وتجنيب الخزينة العمومية للخسائر، بالاعتماد على الرقمنة والتكنولوجيا في مختلف القطاعات بسواعد جزائرية شابة 100 بالمائة.

وكشف العابد، أن مشروع “مريڨل نظافة” الذي عمل عليه، هو برنامج متكامل، و”ضخم” للغاية، مضيفا في هذا الصدد: “شخصياً، أفضل أن يكون كل مشروع أشرف عليه، أو أنجزه هنا في الجزائر “مشروعاً دولياً وكبيراً”، وهو ما سيلبي طلبيات الرقمنة في البلاد”.

وأفاد محدثنا، أن مشروع “مريڨل نظافة”، هو مشروع متكامل، يهدف أساسا إلى تصحيح، وإعادة تأهيل منظومة جمع النفايات ورسكلتها بطريقة مبتكرة للغاية، مشيرا إلى أن مؤسسته تتعرض إلى عديد العراقيل التي من شأنها تثبط عزيمتها ونشاطها على أرض الميدان.

وأشار العابد، أنه سبق وأن تلقى اتصالات من عديد الجهات الأجنبية، التي تسعى إلى تبني هذه الأفكار، أو الإستفادة من خبرة المؤسسة في هذا المجال، كاشفا أنه مستعد للتعريف بالجزائر على مستوى العالم بأسره، قائلا: “أعرف جيداً الطريقة اللازمة من أجل ذلك، كوني أستطيع إيصال الرسالة بمختلف اللغات الأجنبية، وعلى رأسها اللغة الإنجليزية، إضافة إلى ما تحتويه مشاريعنا من قيمة مضافة تساعد على توفير المال والوقت”.

وبخصوص تطبيق “مريڨل نظافة”، أوضح ذات المتحدث أنه يعمل في اتجاهين، فبالنسبة للمواطن، فإن البرنامج سيسمح له بالتعرف على المكان المخصص لوضع النفايات، والتبليغ عنها، إضافة إلى الإطلاع على التوقيت الدقيق لمرور شاحنات رفع هذه النفايات، وهذا ما سيوفر عنه عناء التنقل، إلى المفرغة، بل يمكنه من المنزل وبنقرة واحدة، أن يرسل إشعاراً بتواجد النفايات، سيتلقاه سائق الشاحنة المخصصة بدوره وسيتوجه إلى المكان المحدد.

وأورد طارق العابد، أن التطبيق يحدد وبالضبط، المكان المخصص لوضع النفايات، كما يسمح لجامعيها بتتبع مواقعها وجمعها بكل سهولة، مشيرا إلى أن أبرز أسباب الفيضانات، هو رمي النفايات في غير مكانها المخصص.

وقال العابد في هذا الخصوص: “أتحمل مسؤولية ما أقول، بكوني مستعد لتأمين 50 ألف منصب شغل، فور تجسيد هذا المشروع على أرض الواقع”.

وتابع قائلا: “الجزائر تضيع ما يزيد عن 151 مليار سنتيم سنوياً في النفايات التي يتم إتلافها، بدل إعادة رسكلتها، ويمكننا أن نستعين بالنموذح الألماني، كمثال لهذا، حيث أن ألمانيا تحصد أكثر من 100 مليار أورو سنوياً في هذا المجال وحده”.

وفي سياق ذي صلة، أعرب العابد أن الجهات المعنية رفضت إتاحة هذا التطبيق، بالرغم من فائدته الكبيرة، حيث سيعطي نظرة إيجابية عن الجزائر للعالم بأسره، نظرا لما سينتج عن تجسيده، من مدن نظيفة وشوارع بدون أوساخ، وهو شيء مشرف لوطننا.

وفي حالة إتاحة هذا التطبيق، ووضعه حيز الخدمة، سيمكن مصالح الأمن من معاقبة أي شخص يضع النفايات في غير مكانها المخصص، وتحرير مخالفات ضده، لأن ذلك سيسمح له بالتعرف على المكان المخصص لوضعها، وعدم قيامه بذلك يعتبر تقصيراً، ومخالفة يعاقَب عليها، يضيف محدثنا.

ولفت المسؤول الأول عن مؤسسة مريڨل سمارت، أن التطبيق موجه لكافة القطاعات، دون إستثناء، ويمكن لها جميعاً إستغلاله والعمل به على غرار وزارة الداخلية وكل القطاعات التابعة لها من حماية مدنية، وأمن، وغيرها، وصولاً إلى الفاعلين الإجتماعيين.

وأضاف: “ما نواجهه اليوم هو سوء تنظيم في التعامل مع الكوارث، في ظل غياب دراسات وسيناريوهات مسبقة عنها، فبالتنظيم المسبق والمحكم يمكن مسايرة الكوارث الطبيعية والتعامل معها فور وقوعها”.

وبالحديث عن مشروع “Green peace”، قال العابد: ” في السابق كان هنالك ممثلون ليسوا بجزائريين لكنهم يتحدثوا باسم بلادي، ويمثلونها أمام هذه الهيئة، دون امتلاكهم للمؤهلات اللازمة، بل وقدموا تقارير خاطئة ومغلوطة، عن واقع النظافة في الجزائر”.

وفي سياق آخر، كشف طارق العابد أن مؤسسته تمكنت من تطوير نظام رقمي فائق الدقة، موجه للتعامل مع الحرائق الغابية، عند حدوثها، مضيفا أن الأمر الإيجابي في هذا النظام أنه يتعامل مع كل الأنظمة الدولية، سيما الأمريكية، الروسية، الأوروبية، وحتى الصينية.

وأفاد ذات المتحدث، أن مؤسسته تحوز على أجهزة يمكن وضعها على مستوى شاحنات الحماية المدنية، سيارات الشرطة، والدرك الوطني، وكل الوحدات المتدخلة، على مستوى مواقع الكارثة في حال وقوعها، باعتبار أن منطقة البحر الأبيض المتوسط ليست في منأى عن الكوارث الطبيعية بفعل التغيرات المناخية، على غرار “الإعصار دانيال” الذي ضرب ليبيا مؤخرا، وخلف آلاف الضحايا.

وأكد العابد، أن البرنامج السالف الذكر، هو جاهز للإستعمال، ويسمح للعناصر المتواجدة على مسافة من موقع الكارثة، من توجيه العناصر المتدخلة وتزويدها ببيانات دقيقة وآنية عن المنطقة، كما يمكن للعنصر المتدخل من إرسال بيانات ومعطيات آنية وفورية، علاوة على التواصل المباشر بين الطرفين، وتنسيق الجهود.

وعلى سبيل المثال، عند إندلاع حريق، يمكن لعناصر الحماية المدنية المتواجدة على مسافة آمنة منه، من توجيه العناصر المتدخلة، وتزويدها بمعطيات دقيقة، مثلاً بالنسبة لتوجه الرياح وسرعتها، مسار ألسنة النيران، وتحديد مسلك للنجدة، بغية إجلائهم في حالة الخطر، وإيصالهم إلى بر الامان، وهو ما يتوفر عليه تطبيق مريڤل.

وبالنسبة للتعامل في مناطق تفتقد لشبكة الهاتف، اعتبر محدثنا أن هذا الأمر بسيط للغاية، حيث يمكن الاستعانة بشاحنات تابعة لأحد متعاملي الهاتف النقال لتوفير تغطية والسماح للوحدات باستخدام الهاتف، مؤكدا أن مؤسسته تستطيع توفير الحلول اللازمة شريطة تقديم كل التسهيلات الإدارية.

وقال محدثنا، أن هذا النظام الذي تحدثنا عنه، سيقسم منطقة الخطر إلى أجزاء، و يحدد بدقة المناطق الآمنة، والخطرة، وما إلى ذلك، من خلال تلوينها ، بألوان مختلفة تدل على نسبة الخطورة، وكذا إظهار نصوص تحمل عبارات “منطقة آمنة” أو “منطقة خطرة”، وهذا الأمر الذي سيسمح بتوجيه المواطنين نحو بر الأمان وإنقاذ الأرواح إضافة إلى تنظيم مسار التدخل.

كما سيعمل التطبيق، كذلك على إجراء مسح كلي للمنطقة المنكوبة، وإرسال إشعارات وتنبيهات مسبقة للمواطنين، تقضي بضرورة إخلاء المناطق التي تواجه خطراً، أو التوجه نحو منطقة ما آمنة تكون محددة مسبقا، يكشف محدثنا.

كما سيركز هذا النظام على توجيه الجهود وتوحيدها بغية تفادي الأسوأ، وإتخاذ القرار الصحيح بأسرع وقت من خلال إنشاء نظرة واضحة آنية ودقيقة عن موقع الكارثة، تحديد مسارات الإخلاء، ومناطق تواجد المنكوبين.

وتابع: “هنالك تطبيق خاص موجه للمواطن، يتيح له بيانات ومعطيات دقيقة وآنية، وكل ما يحتاج إليه للنجاة، كما هنالك تطبيق آخر أكثر توسعاً موجه لأجهزة الدولة، يتيح لها نظرة عامة وشاملة عن المناطق المنكوبة، وموقع المنكوبين”.

وأورد العابد أنه في حال حدوث كوارث كبرى، فإن مؤسسته تحوز على أجهزة يمكنها العمل حتى عشر سنوات دون توقف، وهي صغيرة وبسيطة للغاية ويمكن وضعها في أي مكان.

وأضاف: ” على سيل المثال، طورنا إسوار يمكن من خلاله أن يرسل الشخص المتواجد تحت الأنقاض والردوم، معطيات وبيانات عن حالته الصحية، درجة الحرارة والرطوبة التي يتواجد ضمنها، وكذا موقعه الدقيق، الأمر الذي سيسمح لفرق الإنقاذ بالوصول إليه بسرعة وإجلائه”.

وبالحديث عن حرائق الغابات وما تسفر عنه من خسائر جسيمة في الغطاء النباتي والأرواح، كشف طارق العابد، أنه عوض إقتناء طائرة مكافحة الحرائق، التي تبلغ طاقتها الاستعابية 04 آلاف لتر، وتكلف الدولة ما يربو عن 150 مليون دولار، يمكن وبنفس التكلفة، تصنيع ألف جهاز موجه لذات الغرض، بطاقة استعابية تصل إلى 50 ألف لتر، كما أن هذا النظام يعمل بالطاقة الشمسية، ويمكن التحكم فيه عن بعد.

وأردف بالقول، أن هذا النظام سيوضع على مستوى المناطق الجبلية، الغابية، المناطق النائية والمأهولة بالسكان، حيث يمكن له منع إندلاعها بدل مكافحتها، بفضل نظام المراقبة الذي يحتوي عليه، والذي يراقب وضغية الغابات والغطاء النباتي لحظة بلحظة، ويشتغل فور رصد النيران ويباشر إخمادها قبل انتشارها.

أما في حال انتشار النيران بشكل واسع سيعمل هذا النظام على إخمادها بـنظام EFFET PLUIE وذلك من خلال رش المياه بشكل واسع مكثف على شكل أمطار، سيمكن حتماً من السيطرة على الحريق وإخماده، وهو ما سيثبت نجاعته مقارنة بالطائرات الموجهة لذات الغرض، والتي مع مرور الوقت ستتآكل بفعل المياه المالحة وظروف العمل القاسية.

وأوضح العابد، أن هذا النظام يحتوي على كاميرات مراقبة، ويمكن تفعيله على النظام الاوتوماتيكي من خلال جعل النظام يتصرف بطريقة ذاتية في مواجهة الحريق أو من خلال التحكم به يدوياً وعن بعد، ويمكن تعبئته بالمياه من أي مصدر قريب، أو مجانا خلال موسم الشتاء، مؤكدا أن الجانب الأمريكي لم يستغرق وقتا طويلا، وبتلميح بسيط أبدوا استعدادهم لتبني هذا المشروع والعمل على تجسيده هنالك، مضيفا: “سأتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية مطلع شهر نوفمبر للكشف عن المشروع”.

وأضاف: “أنتمي إلى عائلة ثورية أباً عن جد، وأتمنى أن يُجسد المشروع هنا في الجزائر ويخرج للعالم بعبارة “صنع في الجزائر”، ومشاريع كهذه ستدر على البلاد مبالغ مالية طائلة، من خلال تجسيدها وتأجيرها للبلدان الأخرى”.

وفي سياق آخر، كشف طارق العابد: “لدينا برنامج آخر خاص بقطاع النقل، ويشمل مختلف وسائل النقل من سيارات، حافلات، قطارات، وغيرها، يمنح نظرة عامة للشركات والمواطن على حد سواء، يسمح لكلا الطرفين بمعرفة مكان تواجد وسيلة النقل حالياً، كما يسمح لهم بالتعرف على توقيت وصولها إلى المحطة أو مكان تواجدهم”.

كما يسمح للناقل بمعرفة مكان تواجد الزبائن، من خلال عرض خارطة طريق مفصلة وشاملة، الأمر الذي سيساهم بشكل فعال في التخفيف من الاكتظاظ المروري، خاصة على مستوى الجزائر العاصمة.

وأضاف محدثنا، أن أحدث نظام لمراقبة السيارات في العالم، يُصنَّع هنا في الجزائر، ويسمح بمراقبة الحالة التقنية للسيارة، وإصلاحها من الأعطاب الالكترونية عن بعد، أو إرسال إشعار مسبق للسائق في حال وجود أعطاب تتطلب تدخلا عاجلاً، قبل وقوع الأسوأ.

واسترسل قائلا: “بصفة عامة هذا البرنامج والبرامج الأخرى التي تحدثنا عنها ستجنب الدولة أموالا طائلة، مثلا بالنسبة لعتاد الحماية المدنية هذا الجهاز سيمسح للمستخدمين من فحص العتاد وإختيار الأفضل عند الإقتناء”.

وأعرب عن استعداده للعمل على تجسيد كل المشاريع على أرض الواقع وعلى الفور، مضيفا: ” لكني أواجه تهميشاً وعرقلة ممنهجة قد تكون لمصالح شخصية في بعض الأحيان، وهذه المشاريع كلفتني أموالا طائلة، حيث أن ساعة واحدة من البرمجة بالاستعانة بخبراء محترفين تكلف من 50 دولار إلى 380 دولار للساعة الواحدة”.

كما اقترح محدثنا، على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي برنامجاً ينظم قطاع النقل الجامعي ويسمح للطلبة بتتبع مسار حافلات النقل الجامعي ومعرفة موقعها ومكان إقلاعها ووصولها بدقة، كما يسمح للقائمين عليها بتنظيم العملية، ومعرفة أي طارئ قد يحدث مع أي حافلة ومعالجته بشكل آني وفوري.

وفي ختام تدخله، كشف الرئيس المدير العام لمؤسسة مريغل سمارت، أن مشاريع كهذه تباع بأموال كبيرة في الخارج، مضيفا: “تلقيت اتصالات من قطر، الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، لكنني مصر على تجسيدها وإخراجها للعالم بعبارة صنع في الجــزائر ، وفي الأخير أنا جزائري وسأبقى كذلك ما حييت”.

السيرة الذاتية:

 

طارق العابد في أسطر:

تاريخ ومكان الميلاد : 09 أكتوبر 1972 بحي باب الواد بالجزائر العاصمة

• دراستي كانت عادية، بداية بمرحلة الابتدائي ، ثم المتوسط، فالثانوي.

بعدها أجريت تكويناً في محال إدارة الأعمال ( مهندس في إدارة الأعمال ) …

مارست عديد الرياضات منذ نعومة أظافري ” الجيدو – الكونغ فو … وغيرها”

• تقلدت عديد المناصب : رئيس رابطة، رئيس إتحاد رياضي، مسير تقني، مدرب في الفريق الوطني، عضو في المنتخب الوطني

• دخلت مجال الإعلام الآلي منذ صغري وبالتحديد سنة 1987 حيث كانت فرصة للتعرف على المجال

• أجريت إستشارات لعدبديد الشركات على غرار السعودية، الأمريكية، والإماراتية .

• مثلت شركة بي إين سبورت في صنف بي تو بي هنا في الجزائر، وتلقيت على إثر ذلك تكويناً مكثفاً على يد خبراء ومختصين.

شارك المقال على :