مُقحماً خريطته المزعومة في حرب خاسرة سلفاً.. حملات المخزن الشعواء ضدّ الجزائر الغرض منها اتهامها بكونها مسؤولة عن مآزقه في الصحراء الغربية

أحمد عاشور

في أثناء ضلاله المبين بعد أن يتأكّد له زيغ وساوس شياطين الصهاينة ومن ورائهم قرار ترامب الذي منح من لا يملك ما لا يستحقّ، يصطدم المخزن بقرارات الشرعية الدولية التي تمنح الشعب الصحراوي كامل حقوقه في الاستفتاء وتقرير مصيره بيده، فيدرك أنّه ما دامت هذه “الصحراء المغربية” المزعومة لا تحوز على الاعتراف الدولي فإنّ المغرب سيحافظ على خريطته التي يعرفها الجميع سوى المخزن وبعض الدول هنا وهناك من تلك التي تحرّضه على السير في طريق الضلال.

يفتعل المخزن حروب الجغرافيا عندها، ويلجأ إلى أساليب غريبة تجعله يتهم الجزائر بأنها سبب مشاكله الوجودية وأزماته السياسية، فيقرر أن يعاقبها لأنها لا تنصاع لمزاجه بأن تكون طرفا ثالثا في صراعه مع الصحراويين، بأن يرسم خريطته المزعومة ويحاول فرضها على الجزائريين في الملاعب الكروية تارة أو على الصفحة الأولى من مجلة مخزنية تارة أخرى، أو ربما عبر بوق أكاديمي يزعم أنّ للمغرب بالإضافة إلى صحراءٍ غربية صحراءً شرقية، يقول أن فرنسا الاستعمارية ضمتها إلى الجزائر بعد أن اقتطعتها من المغرب!!

وفي طريق ضلاله لا يقوم المخزن إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسّ، فيحرض جنوده الأبالسة من محترفي الكذب والتضليل الإعلامي لتشن حملات شعواء وهوجاء الغرض منها توريط الجزائر في أزمته التي لا علاقة لها بها، فهي تخصه وحده وتجعله مسؤولا أمام شعب صحراوي تجرّأ على الاستيلاء على أرضه بمسيرة خضراء فاقع لونها لا تسرّ الناضرين.

ومن المضحكات أنّ المغرب في أثناء حروبه الجغرافية يبدو شاكّا في وجاهة طرحه، ويتصرّف كاللص الذي يدرك جيدا أنّه لا يملك ما بين يديه ولا حقّ له فيه، بل هو مُلك لغيره قام بسرقته والسطو عليه، وكلما رأى خريطته المزعومة في محفل رياضي أو سياسي أو ثقافي أو اقتصادي، حتى ولو كان ذلك على سبيل السهو والخطأ من قبل منظمي ذلك المحفل بعد أن وضعوا خريطته تلك التي لا يعرفون خلفياتها ولا يدركون شيئا عن حقيقة الصراع حولها، فإن المخزن ساعتها يكون كذلك الذي عثر على كنز ولا تسع الدنيا فرحته الغامرة، حتى ولو كانت خريطة غير رسمية ولا تربطها أيّ صلة بالأمم المتحدة التي تتبنى خريطة للجمهورية الصحراوية العربية وأخرى للمغرب جارها الشمالي الذي يحتلها للأسف.

شارك المقال على :